جريدة عنب بلدي – العدد 34 – الاحد – 14-10-2012
ومنذ بروز نجم حزب الله في الساحات الدولية، تركزت عملياته الجهادية ضد إسرائيل إلى أن جاءت الثورة السورية لينقل واجباته إلى الداخل السوري فبدأ يرسل جنوده وضباطه وأسلحته إلى سوريا لدعم نظام الأسد في حملته التطهيرية. فالأسد يطهر سوريا بسيوف المجاهدين من حزب الله. حقيقة تخفت وراء حجاب طيلة تسعة عشر شهرًا، وأصرّ سماحته على نفي ودحض أية تُهمٍ لحزبه المبجل تتعلق بإرسال جنوده للقتال إلى جانب صفوف النظام، إلى أن كانت الصفعة الكبرى التي تلقاها الحزب على وجهه والتي تجلت بمقتل أحد قادته البارزين، محمد حسين الحاج ناصيف (أبو العباس)، القائد التنظيمي لعمليات حزب الله في سوريا، في حمص بعد أنباء عن نصب الجيش الحر لكمين له في مدينة القصير.
هذه المرة، وبعد أن توقفت عملياته الجهادية مع إسرائيل منذ حرب بيروت عام 2006، وبعد أن توقفت الأخبار التي تفيد بإرسال أي جهادي إلى إسرائيل ولم تتم إعادة جثة أي «جهادي» إلى أهله ليتم تشييعه ونعيه والبكاء واللطم عليه في محفل مهيب تبثه القنوات الإعلامية التابعة للحزب، بدأ اللبنانيون في الضاحية الجنوبية وفي البقاع استلام جثث أبنائهم من «المجاهدين» في الخفاء، لا مراسم تشييع ولا إعلان لخبر «استشهاد جهادي» بطل مغوار جاهد وقاوم ومانع ولكن ضد من؟؟ ضد الشعب السوري!! ولستر فضيحة حزب الله كان يضغط الحزب على أهالي «المجاهدين» كي لا ينبسوا ببنت شفة حول مقتل ومصير المقتولين وعلى يد من قتلوا وأين وكيف!! إلا أنهم ضاقوا ذرعًا بالأمر مع طول المدة وباتوا يشكلون ضغطًا على سماحته كي يعلن وفاة أبنائهم وينعيهم كما يجب، وازداد الضغط حتى رضخ للأمر الواقع مع مقتل أبو العباس، حينها أعلن على استحياء بأن أبو العباس قد قتل وهو يؤدي مهمة «جهادية»!! دون تحديد المكان أو الزمان، إلا أن الخبر انتشر سريعًا فقد كان يجاهد في سوريا ومعه عناصر مقاتلة من حزب الله يقاتلون جميعًا إلى جانب صفوف نظام الأسد، لتتكشف بعد ذلك الأوراق وتظهر أنباء مقتل العديد من عناصر حزب الله المقاتلين في سوريا على وسائل الإعلام، لتتبعها أنباء إرسال 1500 «مجاهد» من حزب الله إلى سوريا توزعوا في كافة أنحاء سوريا وخاصة في حمص وحلب ليأتي بعد ذلك خبر اعتقال 15 عنصرًا من عناصر حزب الله في حمص على أيدي الجيش الحر هناك!!
إذًا أعلنها نصر الله على الملأ وهو بذلك يعلنها حربًا حاول كثيرًا كبح جماحها داخل لبنان، فالمسلحون في شمال لبنان من حقهم الآن أن يعلنوا وعلى الملأ بأنهم يقاتلون إلى جانب الثورة السورية، ومن حقهم كذلك مد الثورة بالسلاح، وحينها فليتجرأ نصر الله على التفوه بكلمة واحدة فقط. فمثلما رأى أن من حقه مناصرة نظام الأسد فإنه يحق لأهل الشمال مناصرة من يريدون وكيف يريدون..