شهد ملف إدلب تطورات على الصعيدين العسكري والسياسي خلال الساعات الماضية، ألقت بظلالها على القمة الرباعية المرتقبة لبحث حل في إدلب، وبرزت من خلال هذه التطورات مؤشرات من شأنها أن تضع عراقيل أمام عقد القمة.
وأحدث هذه المؤشرات هي تصريح للكرملين يستبعد وجود اتصالات بين الرئيسين، التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وهما اللاعبان الأساسيان في المشهد بإدلب.
أطراف القمة
منذ أن أعلن أردوغان، في 22 من شباط الحالي، عقد قمة رباعية حول إدلب، في 5 من آذار المقبل، تجمعه مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ونظيريه الروسي، بوتين، والفرنسي، إيمانويل ماكرون، لم تؤكد كل من ألمانيا وفرنسا وروسيا على الموعد والمكان.
إلا أن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قال، في 23 من شباط الحالي، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يدعم فكرة عقد القمة، وفق وكالة “إنترفاكس” الروسية.
لكن الكرملين عاد اليوم، الثلاثاء 25 من شباط، لينفي وجود اتصالات روسية- تركية من أجل عقد لقاء ثنائي بين الرئيسين أردوغان وبوتين، بحسب وكالة “ريا نوفوستي”
وأشار إلى أنه يجري الاتفاق على “لقاء بصيغة متعددة الأطراف حول سوريا، والآن نقوم بتنسيق جداول أعمال الرؤساء”.
وفي 20 من شباط الحالي، أجرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اتصالات مكثفة مع الرئيسين التركي والروسي، لقطع الطريق أمام تفجّر الوضع عسكريًا في إدلب، مع اقتراب انتهاء مهلة أنقرة لقوات النظام كي تنسحب إلى حدود اتفاق “سوتشي”.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، عقب اتصال هاتفي بين ميركل وماكرون وبوتين، إن المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي أبلغا بوتين أنهما يرغبان في الاجتماع به وبأردوغان، للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، لكن دون أن يحددا مكان وزمان اللقاء.
وحول موقف روسيا من القمة، كان أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس والخبير والباحث في الجيوبولوتيك، البروفسور خطار أبو دياب، توقع في حديث سابق إلى عنب بلدي، أن يتحفظ بوتين على مكان عقد القمة.
وقال إنه في حال عُقدت القمة فإن الرئيس الروسي سيحاول الدفاع عن وجهة نظره بعدم تطبيق اتفاق “سوتشي” من قبل تركيا.
وأشار إلى أن اختيار تركيا لعقد القمة لديها، يتماشى مع ما أسماه أبو دياب “مسار اسطنبول”، مذكرًا بالقمة الرباعية التي جمعت زعماء فرنسا وألمانيا وروسيا وتركيا في اسطنبول، نهاية عام 2018.
اقرأ أيضًا: الأزمة الروسية- التركية في إدلب.. جهود أوروبية قد توقف معركة أنقرة
تطور عسكري
يأتي تراجع موقف الكرملين من عقد القمة الرباعية، بعد ساعات من إعلان فصائل المعارضة سيطرتها على بلدة النيرب في ريف إدلب، التي كان النظام السوري قد سيطر عليها بدعم روسي وأعلن في بيان رسمي دخولها في سيطرته.
كما تزامنت استعادة الفصائل السيطرة على النيرب مع تقدم قوات النظام في ريف إدلب الجنوبي، وسيطرتها على مدن وبلدات وسط مساندة بالقصف من قبل الطيران الروسي.
وشنت فصائل المعارضة السورية بدعم المدفعية التركية هجومًا أمس، الاثنين، على بلدة النيرب بريف إدلب الشرقي وسيطرت عليها بعد معارك استمرت لساعات.
وأفاد مراسل عنب بلدي اليوم، الثلاثاء، أن معارك تجري على محور النيرب التي سيطرت عليها الفصائل، في حين قالت شبكة “المحرر” التابعة لـ”فيلق الشام” إن الفصائل سيطرت على قرية معارة عليا شرقي إدلب، بعد طرد قوات النظام والميليشيات التابعة لها.
“الناتو”.. المهلة ثابتة
تتزامن المعارك في ريف إدلب مع تجديد تركيا طلبها من حلف شمال الأطلسي (الناتو) التدخل ولعب دور أكثر أهمية جراء تقدم قوات النظام السوري المدعومة من الطيران الروسي.
جاء ذلك عبر لقاء المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، مع شبكة “CNN” الأمريكية اليوم، الثلاثاء 25 من شباط.
وقال قالن إن تركيا تتحدث مع حلفائها الغربيين بما فيهم حلف “الناتو”، مضيفًا أنه يجب على الناتو لعب دور بارز وأكثر أهمية في إدلب.
وتحدث المسؤول التركي عن المهلة التي أعطاها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لقوات النظام للانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها قبل نهاية شباط الحالي، مؤكدًا بالقول “المهلة النهائية ثابتة”.
وأعرب قالن عن أمله بالتوصل إلى اتفاق مع روسيا قبل الموعد النهائي لإبقاء الأمور تحت السيطرة في إدلب.
–