تتحدث وزارة الصحة السورية باتباع إجراءات مع المسافرين عبر المطارات والمعابر الحدودية للقادمين إلى سوريا، للوقاية من انتشار فيروس كورونا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
إلا أن الوزارة لا تتحدث عن أي إجراءات متبعة في المعابر الحدودية التي تشرف عليها الميليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، وسط حديث عن اكتشاف حالة في المدينة لمقاتل من ميليشيا “فاطمويون” الأفغانية.
وقالت مديرة “صحة دمشق”، هزار رائف، لوكالة “سانا” أمس الأحد، إن وزارة الصحة وضعت خطة تتضمن إجراءات وقائية لمنع دخول فيروس كورونا إلى سوريا.
وأشارت إلى أنه تم تزويد الكوادر الصحية والعاملين في المعابر الحدودية بألبسة واقية وكمامات، ولا سيما مضيفات الطيران العاملات على الخطوط الجوية العامة والخاصة.
وقالت إن الفحوصات تطبق على كل القادمين إلى سوريا من مختلف البلدان، وخاصة الصين ودول شرق آسيا.
وأجرت الوكالة لقاءات مع الكادر الطبي في كل من مطار دمشق ومعبر جديدة يابوس مع لبنان، مشيرة إلى أنهم يقومون بإجراءات الوقاية.
لكن “سانا” لم تتطرق إلى معبر البوكمال الحدودي مع العراق، في محافظة دير الزور، الذي يشهد بشكل مستمر دخول “زوار” إيرانيين وعراقيين، متوجهين إلى المزارات الدينية في سوريا.
كما يدخل من معبر غير نظامي مجاور لمعبر البوكمال، مقاتلون إيرانيون وعراقيون، في فترات متقطعة، لدعم الميليشيات المساندة للنظام السوري، وهو ما سلطت عنب بلدي الضوء عليه في تحقيق سابق بعنوان “البوكمال.. قدم إيرانية على طريق المتوسط”.
وجرى حديث يوم أمس، عن اكتشاف أول حالة إصابة بـ كورونا، في ريف دير الزور.
وقالت صفحة “صدى الشرقية” المحلية، إن الحالة تعود لمقاتل في ميليشيا “فاطميون” الأفغانية التابعة لإيران.
وذكرت أن البوكمال تشهد منذ اكتشاف الحالة تشديدً أمنيًا، مشيرة إلى أن الميليشيات العاملة هناك تعمل على التكتم عن الخبر.
من جانبه، قال مراسل عنب بلدي في دير الزور، إن خبر إصابة مقاتل من الميليشيات الإيرانية بفيروس كورونا متداول على نطاق واسع في مناطق سيطرة النظام.
لكن المراسل أضاف أنه لا تأكيد حتى الساعة حول حقيقة الخبر بسبب التشديد الأمني في البوكمال.
وكانت مديرة صحة دمشق، هزار رائف، أكدت لـ”سانا” عدم تسجيل أي إصابة حتى أمس الأحد، بفيروس كورونا في سوريا، داعية ا إلى عدم تصديق ما ينشر على عدد من صفحات التواصل الاجتماعي.
وقالت “في حال تسجيل أي إصابة سيتم الإعلان عنها رسميًا”.
إيران والعراق
أعلنت السلطات في إيران والعراق خلال اليومين الماضيين عن اكتشاف إصابات بفيروس كورونا، وتعتبر العراق وإيران من أكثر الدول تواصلًا عبر الرحلات البرية والجوية مع سوريا.
واليوم الاثنين، قال رئيس مركز المعلومات بوزارة الصحة الإيرانية، إن عدد الاصابات المؤكدة بفيروس كورونا في إيران، ارتفع إلى 64 شخصًا، فيما توفي أربعة مصابين جدد ليرتفع بذلك عدد الوفيات بهذا الفيروس في إنران إلى 12 شخصًا، بحسب وكالة “إيرنا“.
وأما في العراق أعلنت وزارة الصحة العراقية ،اليوم الاثنين، أنه تم الكشف عن إصابة طالب إيراني دخل العراق مؤخرًا بفيروس كورونا، بحسب وكالة الأنباء العراقية (واع).
يأتي ذلك بعد إيقاف الحكومة العراقية السفر من وإلى العراق.
زيارات دائمة
تطير من سوريا وإليها ثلاثة شركات طيران جوية سورية، وتصل الرحلات إلى ثلاثة مطارات مدنية حاليًا، وهي مطار دمشق الدولي في العاصمة السورية، ومطار “باسل الأسد” في محافظة اللاذقية، ومطار القامشلي الدولي.
ومؤخرًا عاد مطار حلب الدولي إلى الخدمة بعد سيطرة قوات النظام السوري على كامل مدينة حلب شمال سوريا، فيما لم يعلن عن تسيير رحلات من إيران إلى حلب بعد.
وتصل رحلات طيران مدنية قادمة من طهران إلى سوريا، بمعدل ثلاثة رحلات أسبوعيًا، بحسب موقع “Airportia” المختص برصد رحلات الطيران المدنية والخطوط الجوية.
وضمن مشروعها للهيمنة على القطاع التعليمي في سوريا وخاصة في محافظة دير الزور، تستقبل إيران بين الحين والآخر بعثات من الدكاترة والمدرسين في جامعة الفرات، من أجل “تبادل الخبرات والمعرفة”، بحسب ما تنشره صفحات إعلامية محلية.
ومع سيطرة قوات النظام السوري على البوكمال، بدعم بري واسع من قبل ميليشيات إيرانية نهاية عام 2017، زادت تلك الأخيرة من انتشارها في البوكمال.
وتمركزت الميليشيات الإيرانية في المدينة، التي تصل الأراضي السورية بالعراقية عبر معبر “البوكمال- القائم” الحدودي.
وتنشط حاليًا الميليشيات في إقامة مراكز لما يسمى “كشافة المهدي” مستهدفة الأطفال حيث تقوم بتدريبهم في الوحدات العسكرية، فضلًا عن غرس التربية الدينية من خلال إخضاعهم لدروس في الحسينيات.