كفرلوسين.. المعبر الذي غير شكل الوجود العسكري التركي في سوريا
لا يمكن الوصول إلى عدد دقيق يوضح حجم القوة العسكرية التركية التي صارت تنتشر في معظم مناطق شمال غربي سوريا، إذ لا تصرح وزارة الدفاع التركية بذلك، لكن معبر كفرلوسين في ريف إدلب على الحدود مع تركيا، هو الشاهد الوحيد على هذا الدخول، وهو الذي ارتبط ذكره مع كل دخول لقافلة عسكرية تركية، حتى صار يمثل بوابة الجيش التركي إلى سوريا وغير من شكل وحجم هذا الجيش في الشمال السوري.
منذ تصاعد وتيرة المعارك مطلع العام الحالي بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري مدعومة بالميليشيات الإيرانية والطائرات الروسية، ومع مواصلة قوات النظام قضم مدن وبلدات استراتيجية في ريفي حلب وإدلب، استشعرت تركيا بخطر ذلك على أمنها القومي لجهة وجود أكثر من ثلاثة ملايين شخص في محافظة إدلب قد يتدفقون إلى حدودها، وفق التصريحات التركية الرسمية.
وبعد فشلها في التوصل لاتفاق مع روسيا يعيد العمل في اتفاق “سوتشي”، اتخذت أنقرة خطوة لم يعرف بعد الهدف منها، وهي إرسال آلاف المقاتلين ومئات الآليات ومستشفيات ميدانية ومضادات للطائرات وقاذفات صورايخ إلى الداخل السوري، وفق صحفيين أتراك يقدرون وجود 8% من الجيش التركي في إدلب، فزادت تركيا من نقاط مراقبتها في إدلب وحلب على الرغم من معرفتها مسبقًا أنها قد تحاصر من قبل النظام.
TFSA video sent from Idlib about an hour ago. All these Turkish forces must be there to "fight the radicals" that call Idlib their headquarters. pic.twitter.com/XTgq0TTy2O
— Lindsey Snell (@LindseySnell) February 14, 2020
معبر كفرلوسين
خلال الشهرين الأخيرين تصدّر اسم معبر كفرلوسين في ريف إدلب عناوين الصفحات المحلية وشبكات الأخبار والصحف السورية، فمنذ كانون الثاني الماضي وحتى شباط الحالي لا يعدو يوم إلا وينشر فيه الخبر الخبر التالي: دخول رتل جديد للجيش التركي عبر معبر كفرلوسين إلى الداخل السوري.
وتقع قرية كفرلوسين على الحدود السورية التركية شمال شرق معبر باب الهوى، وقبل الثورة كانت كفرلوسين قرية صغيرة بعدد سكان قليل، لكن مع موجات النزوح إلى الشمال التي تسبب بها الحرب في سوريا، زاد عدد قاطنيها.
وفي تشرين الثاني 2017، أنشأ الجيش التركي معبرًا عسكريًا شمال قرية كفرلوسين، وفق مراسل عنب بلدي في إدلب، وشهد المعبر نشاطًا في الحركة مع بدء تطبيق اتفاق “سوتشي” في أيلول 2018 بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، حيث ينص الاتفاق على “خض التصعيد” في إدلب، وهذا البند تطلب وجود نقاط مراقبة تركية.
وقال المحلل العسكري العقيد أحمد حمادة، لعنب بلدي، إن سبب اعتماد الجيش التركي على معبر كفرلوسين لكونه مخصصًا للأمور العسكرية، وقال في هذا الإطار “الجيش التركي لا يستخدم المعابر المدنية للتحرك ولنقل الآليات العسكري”.
ولفت إلى أن معبر كفرلوسين، يقع على الحدود بين الريحانية وقرية كفرلوسين، حيث يقع بجانبها طريق للوصول إلى معبر باب الهوى في إدلب، مشيرًا إلى أن كفرلوسين هي منطقة جبلية.
وعلى الرغم من أن طبيعة كفرلوسين ليست مهيئة لمرور الأرتال العسكرية الضخمة، حيث شهد عدة حوادث لوقوع دبابات من الناقلات في أثناء عبورها من المعبر بسبب طبيعة الأرض الترابية ولضيق مسافات المرور فيها، حافظ الأتراك على إرسال التعزيزات العسكرية منه إلى الداخل السوري.
وحول عدد الجنود الأتراك الذين دخلوا من كفرلوسين خلال الشهرين الأخيرين، توقع العقيد أحمد حمادة وجود فرقة عسكرية تركية مدرعة ومعززة في إدلب، بتعداد يصل إلى 12 ألف مقاتل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :