لم تتفق الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على تسمية واحدة تؤطر آلية تواصل القوات العسكرية للبلدين على الأراضي السورية، لمنع أي تصادم، أو في حال حدوث أي إشكال أو اعتراض بينهما.
إذ صعدت الولايات المتحدة من حدة وصفها لتواجد القوتين العسكريتين الأبرز عالميًا لتسميتها “آلية فض النزاع”، ما يشير إلى عدم رضا الأمريكيين عن تواجد الروس بالقرب من مناطق سيطرتهم خاصة في مناطق شرق الفرات الغنية بالنفط.
وتمثل ذلك في طريقة تعامل الدوريات العسكرية الأمريكية عبر اعتراض نظيرتها الروسية، عدة مرات منذ بداية العام الحالي، إذ منعت إحدى دورياتها من دخول مناطق النفط، مؤكدة أن حقول النفط والغاز للأمريكيين.
وأدى اعتراض الدوريات الأمريكية لنظيرتها الروسية في بعض الأحيان إلى مناوشات واحتكاك بين الطرفين لم يسفر عن أي حالات قتل أو إصابات، كما تطور الأمر في بعض الحالات إلى إغلاق الروس الطريق أمام إحدى الدوريات الأمريكية.
كما تطور الخلاف في بعض الأحيان إلى استعراض قوى عبر سلاح الطيران.
أما الطرف الروسي، اعتبر الأمر تنسيقًا بين القوات الروسية والأمريكية، وهو ما تمثل عمليًا على الأرض إذ لم تسجل أي حالة اعتراض للقوات الأمريكية بادر بها الروس.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، إن الولايات المتحدة لا تريد تسميتها عمليات تنسيق بل آلية فض نزاع لأسباب سياسية، حسب وكالة “سبوتنيك“.
حذر روسي من صدام عسكري
عملت روسيا على إنشاء خط ساخن للتواصل بين قواتها العسكرية، وباقي الأطراف الأجنبية المتواجدة على الأراضي السورية، منذ إعلانها عن بدء العمليات العسكرية في سوريا إلى جانب قوات النظام أواخر أيلول 2015.
وبداية تشرين الأول 2015 اقتربت طائرة حربية تابعة للجيش الروسي إلى مسافة كيلو مترات قليلة من طائرة حربية أمريكية في الأجواء السورية فوق مدينة حلب، كادت تؤدي إلى تصادم بين الطائرتين.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” في 20 تشرين الأول 2015، أن الولايات المتحدة وروسيا، وقعتا مذكرة تفاهم تتضمن عددًا من القواعد والقيود، الرامية إلى تجنب حوادث اصطدام بين الطائرات الروسية والأميركية في الأجواء السورية، دون ذكر باقي التفاصيل.
وتبلورت عملية التواصل عبر إجراء خط ساخن بين القوتين العسكريتين لمنع حدوث أي تصادم عسكري.
في حين وصف قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال جوزيف فوتيل، اتفاق تجنب وقوع الصدام مع الروس، بأنه ليس تعاونًا ولا تنسيقًا.