الأسلحة التركية في سوريا.. سياسة ردع أم نذير حرب؟

  • 2020/02/23
  • 11:15 ص

منظومة كورال للتشويش الراداري خلال احتفالية إدخالها بالخدمة العسكرية (الأناضول)

عنب بلدي – خاص

“دخول رتل تركي ضخم من معبر كفرلوسين إلى إدلب”، عنوان يومي يتصدر الأخبار العاجلة في وسائل الإعلام السورية، يتحدث عن عشرات المدرعات العسكرية والجنود والدبابات التركية التي تدخل إلى المنطقة.

ومنذ بروز التوتر الذي بدأ في إدلب وريفها عقب تقدم قوات النظام السوري وسيطرتها على مدن وبلدات استراتيجية أهمها معرة النعمان وسراقب، لم تتوقف الأرتال العسكرية التركية اليومية عن الدخول إلى إدلب، وتتضمن دبابات ومدرعات وناقلات جند تحمل أسلحة ثقيلة من راجمات صواريخ وأنظمة تشويش ومضادات دروع وغيرها.

ومع استمرار وصول هذه الأرتال، تُطرح إشارات استفهام حول هدف المعدات العسكرية التي توصف بـ”الضخمة”، إن كان سياسة ردع لقوات لنظام السوري وحليفتها روسيا لدفعهما للانسحاب خلف نقاط المراقبة التركية بعد إطلاق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تهديدًا بشن عملية في حال لم تنسحبا قبل نهاية شباط الحالي، أو تحضيرًا فعليًا لحرب تنتظر تأكيد الإدارة التركية بتنفيذ تهديداتها في حال لم تنسحب قوات النظام، خاصة أن وزير الدفاع، خلوصي أكار، زار الحدود السورية مرتين خلال شباط الحالي، أحدثها كانت الجمعة الماضي، وأكد بأن القوات التركية أصبحت مستعدة.

وترصد عنب بلدي أبرز الأسلحة التي استخدمها الجيش التركي خلال المعارك إلى جانب “الجيش الوطني السوري” في بلدة النيرب بريف إدلب الشرقي، إلى جانب الأسلحة التي رصدها مراسلو عنب بلدي في إدلب، والموجودة على الحدود، والتي صرحت عنها وسائل الإعلام التركية.

راجمة صواريخ “سكاريا”

هي قاذفات صاروخية تركية الصنع من إنتاج شركة “Roketsan” التركية المختصة بصناعة الأسلحة، ودخلت الخدمة في منتصف العقد الماضي، وطورت الشركة جيلًا جديدًا من الصواريخ من نوع (122mm SAKARYA CNRA) مزودة بنظام توجيه ليزري لإصابة الأهداف الثابتة والمتحركة بدقة.

كما أنها قادرة على ضرب الأهداف على مسافة تصل إلى 40 كيلومترًا، وهي نسخة من الراجمة السوفيتية بي إم-21 “غراد” ويمكن أن تكون مجهزة بوحدات قتالية مختلفة.

راجمة صواريخ “جباريا”

تملك أكبر عدد فوهات في العالم، من تصنيع شركة “Roketsan” التركية، التي طورتها بطلب من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتتكون “جباريا” من أربع منصات صواريخ عيار 122 ميليمترًا، محملة على مقطورة ذات عشرة إطارات، ويمكن للراجمة أن تطلق 240 صاروخًا في الرمية الواحدة خلال دقيقتين، ويبلغ مدى صواريخ الراجمة 37 كيلومترًا، ويمكنها إصابة منطقة مساحتها أربعة كيلومترات مربعة.

وعرضت الراجمة “جباريا”، للمرة الأولى، في معرض الدفاع الدولي بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي عام 2013.

منظومة “كورال” للتشويش الراداري

وهي نظام حرب إلكترونية قادرة على اعتراض وتحليل والعثور على اتجاه العديد من أنواع إشارات الرادار التقليدية والمعقدة، وبإمكانها التشويش على الطائرات، كما أنها غير متاحة للتصدير، لأنها مخصصة للجيش التركي فقط لسرية إمكانياتها.

وتتألف من قسمين منفصلين كل قسم مركب على عربة، القسم الأول مهمته رصد الموجات والترددات اللاسلكية والراديوية واعتراضها وتحليلها وتصنيفها (صديقة أم عدوة)، إضافة إلى اعتراضها والتشويش عليها ومنعها من الوصول إلى هدفها.

كما أنها مصممة لخداع الرادارات المعادية، سواء التقليدية أو المعقدة، وترد عليها بشكل آلي، وأيضًا التشويش على الصواريخ المنطلقة من الطائرات أو من السفن أو الصواريخ المخصصة للدفاع الجوي، ويبلغ مدى النظام نحو 150 كيلومترًا.

ودخلت منظومة “كورال” إلى الخدمة لمصلحة القوات الجوية التركية، بعد إجراء أكثر من ألف اختبار للمنظومة.

وطورتها شركة “ASELSAN” التركية للصناعات العسكرية الإلكترونية، ونظمت الشركة مراسم تسليم المنظومة للقوات الجوية التركية، في العاصمة أنقرة، بحضور قائد القوات الجوية، عابدين أونال، وذلك في إطار الاتفاقية التي وقعتها الشركة التركية، مع مستشارية الصناعات الدفاعية.

وتتألف من أربعة أنظمة دعم إلكترونية “كورالED “، ونظام هجوم إلكتروني واحد “ET”،  تركب على شاحنتين عسكريتين، يمكن أن تكون المركبات بعيدة عن بعضها لمسافة تصل إلى 500 متر، والتواصل عن طريق كابلات الألياف البصرية.

مدفعية “العاصفة”T- 155

صنعت بإمكانات وقدرات تركية من قبل شركة “ASELSAN”، وتتميز بإمكانية إطلاقها ثلاثة عيارات مختلفة من القذائف على هدف واحد، إذ تنفذ مهام ثلاث مدفعيات بمفردها، كما تستطيع إطلاق ست قذائف بالدقيقة الواحدة، بسبب احتوائها على نظام التلقيم التلقائي، إضافة إلى نظام الحماية لطاقمها كونها مدرّعة بشكل كامل.

نظام  “SERHAT II”

أظهرت صور التقطها مراسلو عنب بلدي في شمال غربي سوريا إدخال قوات الجيش التركي أنظمة رادار “Serhat II” لكشف مناطق إطلاق قذائف الهاون (المورتر)، التي صنعتها شركة “ASELSAN” التركية، المختصة بالاستثمارات الدفاعية العسكرية، بالتعاون مع وزارة الدفاع التركية.

ويبرز دور “Serhat II” في رصد وتعقب مراكز إطلاق قذائف الهاون من الأطراف المعادية بنطاق 360 درجة، على مسافة عشرة كيلومترات من تمركز الرادار، إضافة إلى تحديد مرابض الإطلاق، وكشف مواقع إسقاط المقذوفات وارتفاعها وسرعتها، حسبما ترجمت عنب بلدي عن وكالة “الأناضول“.

ويمكنها لعب هذا الدور من خلال تتبع موجات قذائف الهاون في خط الأفق، وتحديد مواقع القذائف المندفعة بشكل إلكتروني عن طريق مراكز القيادة وفرز الخرائط بالحاسوب.

وتتميز هذه الأنظمة بالكشف المتعدد اللقطات عن الأهداف (أكثر من هدف في آن واحد)، والتكامل مع نظام التحكم في الأوامر، والقيادة عن بعد، ودعم تنقل المركبات العسكرية.

بالإضافة إلى إمكانية مسح صورة ظلية للتضاريس، وتحديد المنطقة الصديقة وغير الصديقة، وعرض الأهداف على الخريطة، وإجراءات الحماية الإلكترونية والاختبار داخل الجهاز.

ويحمل الرادار ثلاث دعامات، ويمكن وضعه على سطوح المباني أو المركبات.

وخلال الفترة الأخيرة تتوجه الأنظار إلى أرتال الجيش التركي وما تحويه من أسلحة متنوعة وأنظمة صاروخية، بعد تصعيد لهجة التهديد من قبل الرئيس التركي، عقب خرق اتفاق “التهدئة” الموقع مع الروس من قبل قوات النظام السوري والحليف الروسي.

كما أن مقتل 15 جنديًا تركيًا بقصف لقوات النظام على مناطق سيطرة المعارضة المسلحة زاد من حدة التوترات بين تركيا والحليفين السوري والروسي، خاصة بعد الخروج من المفاوضات دون تحديد بنود لأي اتفاق.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا