عروة قنواتي
كغيرها من المباريات التي تحمل وزنًا وعنوانًا عريضًا في كرة القدم الإفريقية، بل والعالمية في بعض المواسم، ولدرجة ثقلها وتاريخها وما تحفل به من أسماء في صفوف الفريقين، كانت مباراة الزمالك والأهلي على الأرض الإماراتية قبل أيام في نهائي كأس السوبر المصري، وكان لهذه المباراة أن تحجز مكانة إعلامية وتغطيات مهمة، لما عُرف سابقًا عن هذا الكلاسيكو من قوة وجماهيرية على المستوى العربي والإفريقي، وخاصة أنها خارج الأرض وخارج الملاعب المصرية.
المباراة انتهت لمصلحة الزمالك بفارق ركلات الترجيح 4–3، وكان الملعب ذاته “محمد بن زايد” في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، شهد تتويج الزمالك بكأس السوبر المصري بسيناريو مطابق عام 2017، بعد انتهاء المواجهة بالتعادل السلبي أيضًا، قبل فوز الفريق الأبيض بركلات الترجيح.
الزمالك أيضًا حصد كأس السوبر الإفريقي في العاصمة القطرية الدوحة، على حساب الترجي التونسي، قبل أيام من مواجهة السوبر المصري أمام الأهلي القاهري.
أما الأهلي فهو متصدر مرحلة الذهاب في الدوري المصري وبفارق 14 نقطة عن الزمالك، وهو سيد المسابقة المحلية برصيد 41 لقبًا، والمحتكر لبطولة الدوري في آخر 13 عامًا مقابل مرة واحدة للزمالك قبل خمسة مواسم.
الكلاسيكو هذه المرة كان بالفضيحة العربية خارج أسوار مصر، فمع نهاية أحداث المباراة اشتعلت الاشتباكات وحالات الاعتداء والضرب بين اللاعبين والإداريين في أنحاء متفرقة من استاد محمد بن زايد، بينما أكملت الجماهير هذه اللوحة المؤسفة بالعبارات والشعارات المسيئة لتاريخ الناديين الأعرق إفريقيًا وعربيًا، وخرج عدد من نجوم الفريقين عن النص بالإشارات اللاأخلاقية والمعيبة تجاه الجماهير، ما أعطى حطب الموقف نارًا إضافية، لتمتد المهزلة وتخرج عن عراقة الكلاسيكو إلى حلبة مصارعة أمام كاميرات وعدسات عربية وعالمية.
وسبق لهذا الكلاسيكو الشهير بين الأهلي والزمالك أن شهد احتفالات مشابهة في السنوات السابقة، وبعضها كان خلال الـ90 دقيقة، كما توقفت إحدى المباريات بين الفريقين قبل 20 عامًا وبعد بدايتها بـعشر دقائق، لدرجة الفوضى والاشتباك بالأيدي والعصي، ما جعل الأمور تمتد إلى خارج أسوار الملعب وإلى الشوارع المصرية آنذاك.
ما شهدناه قبل أيام على الشاشات بين اللاعبين، عبد الله جمعة ومحمود كهربا وشيكابالا، ما هو إلا حكاية صغيرة من كتاب الحكايات بين إدارة نادي الأهلي وإدارة نادي الزمالك، بين الاستعراض الإعلامي وغير المبرر من السيد مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، وردود النجم السابق محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي.
وها هو الاتحاد المصري لكرة القدم المثقل بالنكبات والهزائم الدولية والعربية والإفريقية يصدر حزمة من العقوبات بحق لاعبي وإداريي الفريقين قبل لقاء القمة بينهما في مصر يوم الاثنين المقبل، فلا تأجيل ولا تراجع عن الموعد المحدد للمباراة بحسب رئيس اللجنة الخماسية المسؤولة عن إدارة الاتحاد المصري، عمرو الجنايني، الذي رفض طلب الزمالك بتأجيل المباراة، وعلل إقامتها في موعدها المحدد بالموافقة الأمنية لإقامة المباراة في استاد القاهرة، ولا يوجد ما يدعو للتأجيل.
وأكد الجنايني أن الأهلي والزمالك سيصعدان لدور الأربعة بدوري أبطال إفريقيا.
ليلة السوبر المصري لم ولن تنتهي بحزمة العقوبات أو بطلب القيادة الرياضية في مصر من الطرفين المصالحة واعتبار الأمور رياضية بحتة ومن دون حساسية. الحساسية باقية ما دام الكلاسيكو موجودًا ويلعب مرتين أو ثلاثًا بحسب البطولات السنوية، ويتحول إلى مهرب لبعض السياسيين والشخصيات النافذة بنقل الأزمات بين الجماهير من مكان إلى مكان وتغييب الأنظار عن المشهد الحقيقي، وهو انهيارات الكرة المصرية المتكررة.