عبد العزيز التمّو لعنب بلدي: تتقدّم المصلحة الوطنية لدينا على المصلحة القومية الكردية
حوار: أسامة آغي
تتنوع مواقف الأحزاب والتجمعات السياسية الكردية في سوريا من القضية الوطنية والديمقراطية بناءً على بنيتها الفكرية والسياسية، التي تنوس بين انتماءين، أحدهما وطني، والثاني قومي.
تحدثت عنب بلدي مع رئيس “رابطة المستقلين الكرد السوريين”، عبد العزيز التمّو، لتسلط الضوء على توجه الرابطة وأهدافها، وموقفها من متغيرات الوضع السوري.
وحدة السوريين أولاً
تدعو “رابطة المستقلين الكرد السوريين” إلى توحيد السوريين، لا إلى تفريقهم، حسبما قال رئيسها عبد العزيز التمّو.
والرابطة، التي أنشئت منذ عام 2011 حسب معرفاتها الرسمية، هي جزء من قوى الثورة السورية، وتقدم المصلحة الوطنية السورية على المصلحة القومية الكردية، “لأننا ندرك بأنه لا يوجد أي حلٍ، أو أي حقٍ، لأي مكون سوري، بعيدًا عن حل القضية الوطنية السورية العامة”.
وتهدف المصلحة الوطنية السورية إلى “التخلص من النظام القمعي الديكتاتوري الفاشي في دمشق”، وأشار التمّو إلى إمكانية قبول الرابطة دعوة مؤتمر برلين الذي من المزمع عقده في 17 نيسان المقبل، “لاستعادة القرار السوري المستقل”، في حال كان هدف المؤتمر هو توحيد كلمة السوريين، لا إنشاء منصة جديدة تضاف للمنصات والهيئات المعارضة الموجودة سابقًا.
الصداقة التركية
حل القضية السورية موجود في دمشق وليس في أنقرة، كما يدعي أنصار “حزب العمال الكردستاني” التركي وذراعه السوري “حزب الاتحاد الديمقراطي”، على حد تعبير التمّو، مشيرًا إلى الخلافات والقتال بين أطراف كردية سورية مع الدولة التركية، التي تتشارك مع سوريا بشريط حدودي طوله 600 كيلو متر، يسكن ضمنه الكرد، وهي “صديقة” لكرد سوريا و”ليست عدوة”.
وتختلف رؤية الرابطة أيضًا مع الأطراف الكردية المرتبطة بأحزاب كردية غير سورية، وهي تدعو لأن يكون القرار الكردي السوري مستقلًا عن أي محور كردي خارج الحدود السورية، حسبما قال عبد العزيز التمّو مشيرًا إلى خلاف الرابطة مع “المجلس الوطني الكردي السوري”، لأنه “مرتبط مع أحزاب إقليم كردستان العراق مع أنه عضو في مؤسسات المعارضة السورية”.
الحل من واشنطن وليس موسكو
تتسابق الدول المتدخلة في الشأن السوري لزيادة نفوذها، خاصة روسيا التي تعتبر استخدام القوة العسكرية هو سبيل إنهاء النزاع في سوريا، حسبما يرى رئيس “رابطة المستقلين الكرد السوريين”، مضيفًا أن تنافس الإيرانيين على زيادة مناطق النفوذ لكليهما في منطقة غرب الفرات بالكامل، والوضع في شرق الفرات “لا يختلف عن الوضع في غربه”.
ويسعى الروس، حسب اعتقاد التمّو، إلى تقليص النفوذ الإيراني وفقًا لاتفاقات بينهم وبين اسرائيل وأمريكا، وفي حين اتفقت روسيا مع تركيا على إخلاء المنطقة الحدودية من وجود القوات الكردية بعمق 30 كيلو مترًا، إلا أنها سلمت تلك المناطق لقوات النظام السوري.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة ترأس التحالف الدولي لمحاربة “الإرهاب”، وتملك قوات عسكرية على الأرض السورية، إلا أنها لا تملك حتى الآن استراتيجية واضحة للحل السياسي في سوريا.
وينظر الأمريكيون إلى سوريا، حسب اعتقاد التمّو، من منظور محاربة “الإرهاب”، وفي مقدمته “إنهاء نفوذ إيران في سوريا والعراق ولبنان”، إلا أن ذلك لا يقف أمام حقيقة أن الحل السياسي في سوريا “سيكون من واشنطن وليس من موسكو”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :