وسط المعاناة التي يعيشها نازحو إدلب، من البرد ونقص الرعاية الصحية ومقومات الحياة الأساسية، تبرز معاناة نقص مواد التدفئة وارتفاع أسعارها، بالتزامن مع موجة البرد التي تضرب المنطقة.
ومع نقص المحروقات، والارتفاع الكبير في أسعارها، يعتمد النازحون على الحطب و”البيرين” كوسائل أساسية للتدفئة، بينما تشهد أسواق إدلب وريفها ارتفاعًا كبيرًا في أسعار هاتين المادتين، ونقصًا في توفرهما.
و”البيرين” هي مادة قابلة للاشتعال، مصنوعة من بقايا الزيتون بعد عصره لاستخلاص زيت الزيتون منه.
عصام ريا أحد النازحين الذين توجهوا من بلدة معرة حرمة إلى مدينة إدلب، قال لعنب بلدي، إنه لجأ مؤخرًا إلى حرق أحذية مستعملة يشتريها من محلات “البالة” للحصول على التدفئة.
وأضاف أن سعر الكيلو الواحد من الحطب ارتفع إلى 160 ليرة سورية، بعدما كان يبلغ نحو 60 ليرة، وكيلو “البيرين” نحو 180 ليرة، والفحم 180 أيضًا.
ولفت عصام، إلى أن رائحة الدخان الناتج عن حرق مادة الفحم، مزعجة جدًا وتسبب أضرارًا صحية.
عارف إبراهيم أحد قاطني مخيم الريان في ريف إدلب، قال لعنب بلدي، إنه اختار التوجه مع أولاده وأقاربه إلى الجبل والحرج القريب من المخيم، بهدف الحصول على حطب التدفئة.
ولم يفلح في الحصول على مادة “البيرين” منذ حوالي عشرة أيام، بسبب ندرة توفرها والارتفاع “الخيالي” في سعرها، حسب تعبيره، بينما يحتاج وأقاربه في المخيم إلى كميات كبيرة من أجل التدفئة بسبب شدة البرد.
وزاد الطلب على مادتي الحطب و”البيرين” كوسائل للتدفئة في محافظة إدلب، نتيجة قلة توفر مادة المازوت وراتفاع سعرها، بعد إغلاق الطريق بين مناطق “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ومناطق ريف حلب الشمالي، منذ بدء عملية “نبع السلام” في تشرين الأول 2019.
صالح قدور أحد تجار المحروقات في مدينة كفرنبل، أوضح لعنب بلدي، أن الطريق ما زال مغلقًا، مشيرًا إلى أنه الشريان الوحيد الرئيس المغذي لإدلب من مادة المازوت (النوع الثاني المكرر بطريقة بدائية).
وأضاف صالح، أن الشهرين الماضيين شهدا زيادة الطلب على المازوت بسبب زيادة أعداد النازحين، في الوقت الذي لا يسد المازوت المستورد من تركيا احتياجات أهالي إدلب، وفق الكمية المتفق على استيرادها، فضلًا عن أن سعره متعلق بالدولار كونه مستوردًا، إذ يرتفع مع ارتفاع صرف الدولار وينخفض مع انخفاضه.
وأفادت مراسلة عنب بلدي في إدلب، أن سعر ليتر المازوت المستورد بلغ 800 ليرة سورية، والمازوت المكرر 700 ليرة، إن وجد.
وكان معاون وزير الاقتصاد والموارد في “حكومة الإنقاذ” التي تدير المنطقة، المهندس أحمد عبد الملك، أكد أن عمليات “نبع السلام” شرق الفرات أدت إلى انخفاض حاد بكميات المحروقات، ما سبب ارتفاع أسعار المحروقات عامة، والمازوت المكرر خاصة، وفق ما نقلته وكالة “أنباء الشام” التابعة لـ”الحكومة” في 3 من تشرين الثاني 2019.
ورصدت عنب بلدي في تقرير سابق ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار المحروقات والخضراوات والمواد الغذائية بشكل عام في إدلب، بعد انقطاع الطريق بسبب معركة “نبع السلام” في منطقة شرق الفرات، وسط تراجع القدرة الشرائية للأهالي.
ويقع 83% من السوريين تحت خط الفقر، بحسب تقييم احتياجات الأمم المتحدة لعام 2019.
ويبلغ متوسط الرواتب في سوريا 94.26 دولار (56 ألف ليرة سورية بسعر صرف 600 ليرة للدولار)، بحسب موقع “numbeo” المتخصص بالإحصائيات.
–