عنب بلدي – فاضل الحمصي
تعود اليوم، الثلاثاء 18 من شباط، عجلة دوري أبطال أوروبا للدوران، والمعروفة بأنها البطولة الأمجد بين البطولات الكروية على الصعيد العالمي.
وتَعِد هذه الجولة بكثير من المباريات المثيرة، كما يبدو أن مبارياتها ستحمل مفاجآت غير منتظرة، توقع بعضها “الكمبيوتر الخارق”، وتشير إلى بعضها الآخر نتائج العديد من الفرق في دوريات بلادها، والأهم من ذلك كله هو تأثيرها على مستقبل الأندية واللاعبين، فقد تتسبب النتائج بإقالة مدربين ورحيل لاعبين عن أنديتهم.
مباريات مثيرة وندية.. ولا شيء مضمون
يتفق المتابعون أن جميع الفرق التي وصلت إلى الدور ثمن النهائي من دوري الأبطال فرق قوية، ولا يمكن التقليل من شـأن، أو الاستهانة، بأي منها. وإن كانت الترجيحات تميل إلى بعض الفرق، إلا أن الاحتمالات الأخرى تبقى مفتوحة، وقد شهدت جميع النسخ السابقة مفاجآت مدوية، كان آخرها العام الماضي، عندما أطاح فريق أياكس أمستردام بتشكيلة شابة، بفريقي ريال مدريد ويوفنتوس، وكان قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى النهائي، لولا الهدف الذي تلقاه في الدقيقة الأخيرة من لوكاس مورا، لاعب توتنهام الإنكليزي.
ومن المتوقع أن تحمل مباريات الموسم الحالي كثيرًا من التشويق، فمباراة تجمع على الدكة بين زين الدين زيدان وبيب غوارديولا، لا يمكن لعاشق لكرة القدم ألا يتابعها، فاللقاء طال انتظاره وتمناه عشاق الكرة على اختلاف انتماءاتهم الكروية.
كذلك يحمل لقاء برشلونة الجريح أوروبيًا ونابولي الطموح كثيرًا من الوعود المشوقة، ولا يقل شأنًا عنها لقاءا ليفربول وأتلتيكو مدريد، وتشيلسي وبايرن ميونيخ، مع التأكيد على قوة ما تبقى من المباريات ووعدها بكثير من المتعة.
حتى الفيلسوف غوارديولا يتخوف من الإقالة في حال الفشل!
تبذل جميع فرق النخبة في أوروبا جهودًا جبارة للفوز بدوري أبطال أوروبا، وتدفع الغالي والنفيس لبناء فرق قادرة على قطع أشواط كبيرة في هذه المسابقة، وذلك نظرًا للعائدَين المالي والتسويقي الكبيرين الذي تحققه منها، من خلال الجوائز المالية من جهة، ومن الانتشار الواسع والوصول إلى جماهير جديدة حول العالم من جهة أخرى.
وفي العديد من المناسبات السابقة، كان الفشل في دوري الأبطال يعني نهاية مسيرة مدرب مع فريقه، أو قرارًا بالتخلي عن لاعب مهم في فريق ما، وقد لا تختلف هذه السنة كثيرًا عن الماضي، وأول من تحدث عن هذا الأمر كان المدرب الإسباني بيب غوارديولا، الذي أبدى تخوفه من إمكانية إقالته من منصبه مدربًا لمانشستر سيتي الإنكليزي في حال فشله بالتغلب على ريال مدريد الإسباني في الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا. وقال غوارديولا لشبكة “سكاي سبورتس”، “أريد الفوز بدوري الأبطال. أحلم به، وسوف أستمتع بالتحضير للعب ضد ريال مدريد”، وأضاف، “إذا لم نتغلب على ريال مدريد، حسنًا، سيأتي رئيس النادي أو المدير الرياضي ويقول هذا ليس جيدًا بما فيه الكفاية، نحن نريد دوري أبطال أوروبا، سأقيلك، لا أعرف ما إذا كان هذا سيحدث، لقد حدث عدة مرات وقد يحدث”.
مدرب آخر يبدو قريبًا من الإقالة في حال الفشل في دوري أبطال أوروبا، وهو الإيطالي ماوريسيو ساري، مدرب يوفنتوس، الذي يعاني مع الفريق منذ بداية الموسم، ويتلقى انتقادات كبيرة مع كل مباراة يلعبها فريقه، سواء في الدوري الإيطالي أو في كأس إيطاليا.
وتحدثت صحيفة “لاريبوبليكا” الإيطالية أن يوفنتوس بدأ يفكر بالتخلي عن ماوريسيو ساري كمدرب قبل نهاية الموسم الحالي في ظل تراجع النتائج، لكن مصادر أخرى أشارت إلى أن نتائج الفريق في دوري الأبطال تحديدًا ستكون العامل الحاسم في بقائه من عدمه.
ملك البطولة متحمس.. فهل يحقق حلم السيدة العجوز؟
يطمح النجم البرتغالي لتحقيق بطولته المفضلة مرة سادسة، حيث سبق له أن حققها أربع مرات مع ريال مدريد، ومرة مع مانشستر يونايتد، ويعتبر رونالدو ملك البطولة بلا منازع، حيث حطم كثيرًا من الأرقام القياسية، ويتصدر ترتيب هدافي البطولة تاريخيًا بفارق كبير جدًا عن الآخرين.
وفي حديث لصحيفة “آبولا” البرتغالية اعتبر كريستيانو رونالدو أن يوفنتوس باستطاعته التتويج باللقب هذا الموسم رغم صعوبة المهمة، وقال، “نهائي دوري الأبطال للمرة السادسة؟ هذا ممكن. أن ألعب مع يوفنتوس فهذا يمنحني الفرصة مجدّدًا للتتويج باللقب”، وأضاف، “نحن نعلم أن هذه البطولة صعبة وتعتمد على العديد من العوامل، لكن أعتقد أن هذا ممكن لأننا نمتلك فريقًا رائعًا”.
ماذا توقع “الكمبيوتر الخارق”؟
بعد قرعة الدوري الثمن النهائي مباشرة، استخدم موقع “توك سبورت” كمبيوترًا وصفه بـ”الخارق” لتوقع نتائج المواجهات المرتقبة، وكانت بعض نتائج توقعاته صادمة وغير منطقية لعشاق ومتابعي كرة القدم.
والأمر الأكثر غرابة في التوقعات، هو خروج بطل البطولة الأخيرة، ليفربول الإنجليزي، أمام أتلتيكو مدريد الإسباني، وذلك على الرغم من المستوى الخارق الذي يقدمه ليفربول هذا الموسم، والمستوى المتذبذب والنتائج غير المقنعة لأتلتيكو. كما توقع الكمبيوتر ذاته خروج وصيف البطولة الماضية، توتنهام، وخروج ريال مدريد أيضًا، وهو صاحب الرقم القياسي بعدد مرات الفوز باللقب.
ووفقًا للنتائج التي توصل إليها الكمبيوتر الخارق، فسوف يتأهل فريق باريس سان جرمان على حساب بروسيا دورتموند بعد الفوز في مباراتي الذهاب والإياب بالنتيجة نفسها، وهي 2 – 1. كما توقع أن تنتهي مباراة الذهاب بين ريال مدريد ومانشستر سيتي، في العاصمة الإسبانية، بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما، بينما سيفوز السيتي بثلاثة أهداف لهدف في مباراة الإياب، ليتأهل بمجموع المباراتين 4- 2.
وتوقع الكمبيوتر أن يتأهل فالنسيا على حساب أتالانتا بمجموع المباراتين 3- 2، بعد تعادلهما بهدف لكل منهما ذهابًا وفوز الفريق الإسباني على نظيره الإيطالي إيابًا بهدفين لهدف.
أما حامل اللقب، ليفربول، فإنه سيخسر لقاء الذهاب أمام أتلتيكو مدريد بهدف دون رد، لكنه سيفوز بهدفين لهدف في مباراة الإياب، وبالتالي، فإنه وبحسب توقعات الكمبيوتر سيتأهل الفريق الإسباني على حساب بطل أوروبا.
وتوقع الكمبيوتر أيضًا خروج تشلسي على أيدي بايرن ميونيخ بالخسارة على أرضه بهدف مقابل هدفين، وفوز الفريق الألماني بهدفين دون رد إيابًا. كذلك سيتأهل يوفنتوس بعد فوزه على ليون بنتيجة هدفين لهدف في المباراتين.
أما توتنهام فسوف يفوز على لايبزيغ ذهابًا بهدفين لهدف، ثم يخسر إيابًا بهدف دون رد، ليتأهل الفريق الألماني بحسب قاعدة تسجيل الأهداف خارج أرضه.
وأخيرًا، وبحسب الكمبيوتر، سيهزم برشلونة نظيره الإيطالي نابولي على أرض الأخير بثلاثة أهداف دون رد، وسيفوز إيابًا بثلاثة أهداف لهدف.
لاعبون قد يغيبون عن أنديتهم
بعض الأندية الطامحة لكسب البطولة قد تفتقد لاعبين مؤثرين، وفي مقدمتهم مانشستر سيتي، فمن المتوقع أن يغيب عنه نجم الفريق رحيم ستيرلينج بسبب الإصابة التي لحقت به في أوتار الركبة أمام توتنهام. وتشير بعض الأنباء إلى احتمالية تمكنه من المشاركة لأن الإصابة ليست خطيرة. كذلك يعاني السيتي من غياب نجمه الآخر، ليروي ساني، منذ بداية الموسم، ويأمل المدرب غوارديولا أن يعود ساني إلى الملاعب خلال الفترة المقبلة، ليتمكن من اللحاق بمباراة الإياب من الدور ذاته للبطولة.
فريق يوفنتوس مهدد أيضًا بفقدان خدمات دوجلاس كوستا، الذي تعرض لإصابة بأوتار الركبة، ومن المحتمل أن يتمكن من المشاركة في مباراة الإياب. كما يغيب عن يوفنتوس قائد الفريق كيليني منذ بداية الموسم، مع احتمالية عودته قريبًا للملاعب وتمكنه من اللعب خلال مباراة الإياب.
أما باريس سان جيرمان فقد يغيب عنه نجمه البرازيلي نيمار، لكن العديد من المصادر الصحفية أكدت عودته للتدريبات، كما أكدت مشاركته خلال لقاء سان جيرمان وبروسيا دورتموند، في حين سيفتقد الأخير لنجمه وقائده ماركو رويس، الذي تعرض لإصابة عضلية ستجعله يغيب عن الملاعب حتى بداية آذار المقبل، وبالتالي سيشارك في مباراة الإياب أمام سان جيرمان.
أما بايرن ميونيخ، فسيغيب عنه نجم متوسط ميدانه خافي مارتينيز، الذي تعرض لإصابة عضلية نهاية كانون الأول 2019، ومن المتوقع غيابه عن مباراة الذهاب أمام تشيلسي، ليعود ويشارك في مباراة الإياب. كذلك يغيب عن بايرن ميونيخ الجناح الكرواتي إيفان بيريسيتش، الذي سيغيب عن الملاعب لأربعة أسابيع على الأقل.
–