ظهر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في خطاب متلفز، معلنًا “انتصار” قواته بعد السيطرة على مساحات واسعة من ريف حلب، الأمر الذي جعل مركز المدينة آمنة من هجمات فصائل المعارضة لأول مرة منذ 2011.
وغيّر الأسد طريقه ظهوره في خطاباته أو مقابلاته السابقة، إذ يعتبر هذا أول خطاب متلفز له منذ توليه السلطة عقب وفاة أبيه حافظ الأسد في عام 2000.
وكان ينحصر ظهور الأسد خلال السنوات الماضية عبر طريقتين، إما في إلقاء خطابات موجهة إلى جمهور يجلس أمامه، مثل خطاباته في مجلس الشعب أو لقاءات مسؤولين في الحكومة، أو في حوارات صحفية محلية ودولية.
وحاول الأسد في خطابه إيصال عدة رسائل، الأولى كانت لتركيا ورئيسها، رجب طيب أردوغان، الذي هدد مرارًا بشن عملية عسكرية في إدلب بهدف إعادة قوات النظام السوري إلى المناطق المتفق عليها في سوتشي مع روسيا.
وأكد الأسد في الخطاب أنه مصر على السيطرة على كل المناطق بما فيها ريف حلب وإدلب على الرغم من تهديدات أردوغان.
وقال الأسد، “علينا أن نحضر لما هو قادم من المعارك، وبالتالي فإن معركة تحرير ريف حلب وإدلب مستمرة بغض النظر عن بعض الفقاعات الصوتية الفارغة الآتية من الشمال”، في إشارة إلى تركيا.
وكان أردوغان أمهل قوات النظام للعودة إلى خلف نقاط المراقبة التركية حتى نهاية شباط الحالي، في ظل مفاوضات تجري بين تركيا وروسيا حول مصير المنطقة.
الرسالة الثانية كانت حول أهمية مدينة حلب بالسيطرة عليها وتأمينها بشكل كامل من هجمات الفصائل، إضافة إلى وعود بإعادة الإعمار فيها وخاصة على الجانب الاقتصادي كونها تعتبر عاصمة سوريا الاقتصادية.
وقال الأسد موجهًا كلامه لأهالي حلب “أهنئكم بانتصار إرادتكم، التي بها سنخوض المعركة الأكبر، معركة بناء حلب”.
وكانت قوات النظام بدعم الطيران الروسي سيطرت على كامل الأحياء الشرقية من مدينة حلب أواخر 2016، إلا أنه منذ ذلك الوقت لم تشهد أي اهتمام من جانب حكومة النظام بمختلف الأصعدة وخاصة الاقتصادية.
إضافة إلى أن الأسد لم يقم بزيارة المدينة الآن على خلاف ما كان متوقعًا، رغم زيارته مناطق سابقة سيطرت عليها قوات النظام مثل داريا والغوطة الشرقية وريف إدلب والقلمون الغربي.
وأشار الأسد في خطابه إلى استمراره في الحرب والقضاء على المخططات كافة، قائلًا، “هذا التحرير لا يعني نهاية الحرب، ولا يعني سقوط المخططات، ولا زوال الإرهاب، ولا يعني استسلام الأعداء (…) لكنه يعني بكل تأكيد تمريغ أنوفهم بالتراب كمقدمة للهزيمة الكاملة، عاجلاً أم آجلًا”.
ولاقى خطاب الأسد ردود فعل من قبل المعارضة السورية، إذ علّق الرئيس المشترك للجنة الدستورية، هادي البحرة، عبر حسابه في “فيس بوك” بالقول “أعلنت الأمم المتحدة أنه خلال شهرين ونصف، بلغ عدد السوريين النازحين حديثًا 900 ألف، فهرع لإلقاء خطاب نصره الموهوم” واصفًا ذلك بأنه “انتصار الكراهية والعار الذي لا يفتخر به أي إنسان”.
أما رئيس هيئة التفاوض، نصر الحريري، فقال عبر حسابه في تويتر” إنه لا يهم أين وكيف ومتى سيطر النظام السوري على مناطق المعارضة، كون “الثورة ظهرت في عيون السوريين وقلوبهم، ولن تكون هناك عودة إلى الوراء وما زال أمام الثورة والثوار الكثير كي يقوموا به”.
–