عنب بلدي
بدأت فصائل حلب أولى معاركها لـ «فتح حلب»، يوم الأربعاء 17 حزيران، مسيطرةً على حي الراشدين، بينما تستمر المعارك على جبهة الريف الشمالي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بعد إيقاف تمدّده خلال الأسابيع الماضية.
بدء «الفتح»
وبعد اشتباكات خاضها مقاتلو حركة نور الدين الزنكي ولواء الحرية الإسلامي، أحكمت المعارضة قبضتها على حي الراشدين الشمالي في الجهة الغربية من حلب لتصل إلى البحوث العلمية، وأسفرت المعارك عن مقتل 60 عنصرًا لقوات الأسد، وفق ما نقلته شبكة حلب نيوز.
وتكمن أهمية حي الراشدين باعتباره البوابة الغربية لمدينة حلب، وبالسيطرة عليه تكون الفصائل على تخوم حلب الجديدة، حيث يتوقع أن يبدأ قتال شوارع في الأحياء التي بدأ سكانها بالنزوح نحو عمق الأحياء الخاضعة لسيطرة الأسد.
وتعقيبًا على اقتحام الأحياء المدنيّة قبل تمكين سيطرة المعارضة، قال صقر أبو قتيبة، قائد تجمع فاستقم كما أمرت، «اتفقنا في غرفة عمليات حلب على عدم الدخول إلى الأحياء المدنية، إلا بعد تدمير القطع العسكرية الكبرى للنظام حتى نحقن دماء المدنيين، لكن بعض الأحياء المدنية متاخمة للقطع العسكرية وتساعدنا في الالتفاف عليها».
وبينما تناقل ناشطو حلب وسكانها أن الاقتحام بدأ دون بالتنسيق مع غرفة العمليات، أشار أبو قتيبة في حديثه لعنب بلدي إلى «خططٍ يصعب البوح فيها إلا بعد تنفيذها؛ خطتنا العمل ضد داعش والنظام بآن معًا، ونحاول جمع قوانا لهذا العمل».
وتتجهز غرفة عمليات «فتح حلب» منذ شهرين لبدء المعارك وتحرير المدينة، وأعلنت أن 31 فصيلًا انضموا إلى الغرفة، أبرزها حركة نور الدين الزنكي، الجبهة الشامية، حركة أحرار الشام، جيش الإسلام، تجمع فاستقم كما أمرت وكتائب أبو عمارة، لكنّ المعارك تأخرت مع محاولات تنظيم الدولة حصار المناطق المحررة.
وعن طول المدة الزمنية لبدء العمليات، اعتبر قائد تجمع فاسقتم أن «حلب ليست كإدلب أو أي مدينة في سوريا، ففيها ترسانة عسكرية كبيرة جدًا، ويحيط بها طوق أمني من الأكاديمية والكليات ومعامل الدفاع إلى المطار والمنطقة الصناعية وصولًا إلى السجن المركزي والجوية، كما أن فصائلها مستنزفة عسكريًا منذ أكثر من سنتين ضد النظام وداعش التي تؤازره وتنسق معه محاولةً إفشال تجهيزنا لأي عمل عسكري»، لكنه أردف «نحاول توجيه عدة ضربات في وقت واحد إلى النظام كي نقسم ظهره إن شاء الله».
معارك الشمال لا تهدأ
بالانتقال إلى محور الشمال، حيث يواصل مقاتلو المعارضة استهداف مواقع تنظيم «الدولة» في قرى أم حوش، تل مالد، وأم القرى بقذائف محلية الصنع، خوفًا من توغلّه مرة جديدة باتجاه القرى المحررة التي تمثّل طريق الإمداد الوحيد باتجاه تركيا.
كما سيطرت المعارضة يوم الأربعاء على كتلة الأفغان في جبهة باشكوي، وسط معارك كرّ وفرّ في محاولةٍ لاقتحام باشكوي واستعادتها.
وتأتي المعارك تزامنًا مع سيطرة وحدات الشعب الكردية (YPG) على مدينة تل أبيض الحدودية شمال الرقة بعد قتالٍ ضد تنظيم «الدولة»، وأنباء عن توجهها باتجاه الغرب للوصول إلى عفرين وعدة مناطق في الشمال الشرقي لحلب.
وحول تأثير هذه المعارك لمصلحة المعارضة ردّ أبوقتيبة «لا تأثير لمعارك الأكراد على الريف الشمالي، فداعش موجودة ومنتشرة على مساحات واسعة، وتشن معارك كبيرة باتجاه العراق وحمص والقلمون ولبنان، وذلك لأن داعش منظمةٌ على أنها وحدات عسكرية متوزعة ومتنوعة، لا تتأثر نقاطها بخسارة أحد المحاور».
لكنه استنكر التعاون «عالي الدقة» بين التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مع القوات الكردية، الذي كان له الدور الأكبر في السيطرة على تل أبيض، «الأرتال تتحرك أمامنا من عربات مدرعة ودبابات وأسلحة متطورة وعتاد من محور إلى محور على طول القرى الحلبية في الريف الشمالي، ولا تتعامل معها مقاتلات التحالف أبدًا»، مؤكدًا «لا يوجد تعاون أو جدية للتحالف في توجيه الضربات ضد التنظيم» على خطوط الجبهات التي تجمع مع المعارضة.
ليس لدى أبو قتيبة، أو غيره من قادة المعارضة في حلب، تصوّر زمني حول سير المعارك في المنطقة وما ستؤول إليه، لكنّه اختتم حديثه بالقول «الأمور صعبة وليس لدينا مجال إلا أن نقف ونجهز العدة، حتى تحرير البلاد من هاتين الدولتين الباغيتين، الأسد والبغدادي».