مصطفى السيد
بينما كانت مخابرات القوى الجوية الأسدية تزود «الدولة الإسلامية» بالمازوت في الجنوب السوري، كانت الدولة الإسلامية تشدد قبضتها على توريد الطاقة للشمال، ما تسبب بهبوط حاد في مخزونات الوقود في الشمال «المحرر»، فارتفعت أسعار الوقود بشكل غير مسبوق وبدأت المعاناة تتسع استطالات آلامها إلى مواطن إضافية.
وتركت مناطق الشمال، التي تتعرض لهجمات جوية لم تتوقف من طيران الأسد وأخرى أرضية متزامنة لقوات الدولة الإسلامية، التي كانت تعيش حالة الهزيمة المزرية على يد القوات الكردية والأمريكية في تل أبيض، تركت 23 ألف مهجر من السكان العرب والتركمان لمصيرهم على الشريط الحدودي مع تركيا.
وعملت الدولة الإسلامية، المحظور عليها تصدير المشتقات النفطية، على قطع المازوت عن مناطق حلب، فيما تستمر بتزويد مناطق سيطرة الأسد بالغاز والمازوت والبنزين والنفط الخام.
تجار الموت في محافظتي حلب وإدلب رفعوا أسعار الوقود أضعافًا عدة، وصلت في بعض البلدات إلى عشرة أضعاف، في استثمار مخزٍ للاحتكار في لحظات القتال الأخطر وسط حالة الفلتان الإداري الذي يسود المناطق المحررة منذ إزاحة سلطة الأسد عنها.
فسعر ليتر المازوت ارتفع من 65 ليرة إلى 700 ليرة في ريف حلب، فيما وصل سعره في ريف إدلب الشرقي إلى أكثر من 500 ليرة، كما ارتفعت أسعار المازوت في عفرين إلى مستويات مقاربة.
وأدى ارتفاع أسعار الوقود وندرته لارتفاع سعر الخبز، فوصل سعر الربطة الواحدة إلى 150 ليرة، وأطلقت المشافي والأفران وإدارات الدفاع المدني نداءً تحذيريًا من وقوع الكارثة إن استمر انقطاع الوقود الذي يعتمد عليه لتوليد الكهرباء.
وفي جنوب البلاد كشف أهالي «القريا» عن مفاجأة من العيار الثقيل، مبينين التعاون القائم بين مخابرات القوى الجوية الأسدية وقوات الدولة الإسلامية التي تتمدد شرق السويداء.
واعترض أهالي القريا نهاية الأسبوع أربع سيارات محملة ببراميل مازوت، وتم إلقاء القبض على 10 مهربين اعترفوا بارتباطهم بمخابرات القوى الجوية للأسد، وأنها ترعى عمليات تهريب المازوت إلى الدولة الإسلامية بالتعاون مع الحزب القومي الاجتماعي السوري.