قال قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، إنه لا يمكن العودة لسوريا ما قبل عام 2011، مؤكدًا أهمية مشاركة الكرد والمكونات السورية كافة في مفاوضات الحل السياسي.
وخلال لقاء مع “العربية.نت” أمس، الأحد 16 من شباط، قال عبدي، “لا أعتقد أنه يمكن للبلاد أن تعود كما كانت عليه في العام 2011، وضمن هذه المعادلة، هناك دور كبير وريادي للكرد والمكونات السورية الأخرى”.
ما الذي تريده “قسد”؟
واعتبر عبدي أن مطالب “قسد” في مفاوضاتها التي تجريها مع النظام السوري والمتمثلة في “الإدارة الذاتية الديمقراطية”، هو حق مشروع نظرًا “لما قدمته من تضحيات”.
وأضاف أن “الإدارة الذاتية باتت مشروعًا واقعيًا لا يمكن القضاء عليه، ودون النظر إلى هذا المشروع بشكل واقعي لا يمكن تحقيق الحل في سوريا”، بحسب تعبيره.
وأكد ضرورة العمل على إجراء تغيير ديمقراطي في البلاد، وفق إجراءات لا تشكل خطرًا على سوريا وشعبها.
وأشار إلى أنه لا حل عسكري في سوريا، وأن النهج العسكري لا يمكن أن يجلب معه الحلول.
واعتبر عبدي أن مفاوضات الحل السياسي السابقة فشلت لأنها “كانت عبارة عن تفاهمات دول باسم السوريين وإن نتائجها تظهر الآن في إدلب”.
وأضاف، “كل محاولات حل الوضع السوري والمفاوضات التي حصلت طوال السنوات الماضية في ظل غياب ممثلين عن الإدارة الذاتية، لم تحقق إلى الآن أي نتائج يمكن أن تلبي حاجة السوريين”.
وتابع، “اللجنة الدستورية تتناقض مع القرار الأممي (2254)، فهي لا تمثل كل السوريين وهذا خطأ”، مشيرًا إلى أنه “لا بد من أن يكون هناك إشراك لجميع المكونات السورية دون استثناء، لذلك نقول (حل سوري ودستور سوري ومفاوضات سورية)”.
ما الرد من النظام؟
وكان نائب وزير الخارجية السوري، فيصل مقداد، أعرب خلال مقابلة مع قناة “الميادين” اللبنانية، في 14 من شباط الحالي، عن رفض النظام فكرة وجود أي “إدارة ذاتية” كردية في سوريا، محملًا الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية عن محاولة فصل الكرد عن باقي الشعب.
وقال في هذا الصدد، “الإدارة الذاتية من المحرمات ومصرون على وحدة أراضي سوريا كاملة”.
وتجري بين الحين والآخر لقاءات بين ممثلين عن النظام و”الإدارة الذاتية” الكردية.
وفي 9 من شباط الحالي، قالت رئيسة المجلس التنفيذي لـ “مجلس سوريا الديمقراطية”، إلهام أحمد، إن النظام السوري وافق، بوساطة روسية، على بدء مفاوضات سياسية، مع إمكانية تشكيل “لجنة عليا”.
وتتضمن مهام “اللجنة العليا” مناقشة قانون الإدارة المحلية في سوريا، والهيكلية الإدارية لـ”الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا”، وذلك خلال لقاء أجرته مع صحيفة “الشرق الأوسط“.
وجاءت تصريحات أحمد بعد لقاء رئيس مكتب الأمن الوطني، علي مملوك، مع ممثلين عن العشائر السورية في مدينة القامشلي شرقي سوريا، طالبهم بسحب أبنائهم من صفوف “قسد”، في 5 من كانون الأول 2019.
وقالت وكالة “هاوار” التابعة لـ“لإدارة الذاتية”، حينها، إن مملوك التقى، مع اللجنة الأمنية في محافظة الحسكة ومع شيوخ العشائر العربية وعدد من الشخصيات في صالة مطار القامشلي لمدة أربع ساعات، لدعوتهم لسحب أبنائهم من صفوف “قسد”.
وبعد أسبوعين من الزيارة قال عبدي لصحيفة “الشرق الأوسط”، إنه وقع اتفاقية مع النظام السوري حول انتشار قوات النظام في نقاط التماس مع القوات التركية.
–