أسهم تفاقم انتشار فيروس “كورونا” المستجد في العالم، الذي ارتفع عدد ضحاياه إلى أكثر من 1500 حالة وفاة، وتسبب بأكثر من 60 ألف حالة مؤكدة مصابة بالفيروس، إلى انتشار الاستعمال غير الصحيح لمعدات الوقاية الشخصية خارج إطار الرعاية الطبية.
وتداول مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي منشورات تتضمن معلومات خاطئة عن كيفية وضع الكمامات الطبية بالطريقة الصحيحة.
وشارك آلاف المستخدمين عبر “فيس بوك” منشورًا، مفاده أن هناك طريقتان للبس الكمامات الطبية.
وكل طريقة ترمز لحالة صحية معينة، وفقًا للمنشور، فإذا ارتدى الشخص الكمامة واضعًا الجهة ذات اللون الأزرق إلى الخارج، يعتبر هذا الشخص مصابًا بالفيروس، أما إذا ارتدى الكمامة واضعًا الجهة ذات اللون الأبيض إلى الخارج، يعتبر هذا السلوك وقاية من الفيروس.
وبحسب المدير المشارك بقسم مجال الأمراض المعدية والأوبئة ومراقبتها في منظمة الصحة العالمية، سيتو وينغ هونغ، فإنه لا يوجد لارتداء الكمامة إلا طريقة واحدة، فالجهة البيضاء تغطي الأنف والفم وتبقى الجهة الملونة بالأزرق إلى الخارج دائمًا.
وفي سياق الشرح، يوضح الدكتور سيتو هونغ أن الجهة الملونة تبقى إلى الخارج لأنها مضادة للمياه، ولا تسمح باختراق الرطوبة لها.
ويضيف سيتو أن الجهة البيضاء تغطي الأنف والفم لأنها تتمتع بقدرة امتصاص، وتمنع الجراثيم من الانتشار في الجو.
ونفدت الكمامات الطبية من مدن كبرى حول العالم منذ انتشار فيروس “كورونا”، ولم تعد المخزونات العالمية من الكمامات وأجهزة التنفس كافية لتلبية احتياجات منظمة الصحة العالمية، وشركائها في منطقة شرق آسيا.
وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، يواجه العالم “عجزًا شديدًا” في سوق معدات الوقاية الشخصية، إذ ازداد الطلب بأكثر من 100 مرة عن الأوقات العادية وارتفعت الأسعار بمعدل 20 ضعفًا.
وتقدر المنظمة أن احتياجات العاملين في الصفوف الأمامية للاستجابة الطارئة الصحية القائمة إلى الآن حول العالم تُقدر بنسبة تتراوح بين 7 و10 في المائة من سعة سوق إنتاج معدات الوقاية.
ويمكن أن تساعد هذه الكمامات الطبية من تقليل خطر الإصابة بفيروس، لكنها “ليست حماية فعالة ضد الفيروسات أو البكتيريا التي تنقلها في الهواء” بحسب الدكتور ديفيد كارينجتون، في جامعة “سانت جورج” في لندن.
ووضح كارينجتون لموقع “بي بي سي نيوز“، أن الكمامات الطبية فضفاضة للغاية وأغلبها ليس لديها فلتر للهواء وتترك العيون مكشوفة، لذلك فهي غير عملية كفاية للوقاية من فيروس “كورونا”، ما لم يتم الالتزام بمعايير النظافة الشخصية.
وغسل اليدين باستمرار والحفاظ على نظافتهما يعد أساسًا في النظافة الشخصية والذي تحفظ الجسم من الأوبئة والفيروسات، إذ تنتقل العدوى بين شخص مصاب وآخر سليم عن طريق التواصل المباشر إما معه شخصيًا أو مع ممتلكاته.