عنب بلدي – ريف إدلب
يعاني سكان قرية سردين بريف إدلب، من انعدام وجود صرف صحي يخدّم منازل القرية، ما أدى إلى انتشار أمراض بين السكان، على رأسها “اللشمانيا” الذي بات زائرًا دائمًا لمعظم منازلها.
استطلعت عنب بلدي آراء بعض سكان قرية سردين حول مشكلة الصرف الصحي، عبر برنامج “شو مشكلتك” الذي تبثه عبر منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، يومي الاثنين والجمعة.
واشتكى ساكنو القرية، الذين استُطلعت آراؤهم، من أن جميع منازلهم تعتمد على حفر فنية لتجميع المياه المستعملة في الطهي والغسيل وفضلات دورات المياه، حيث يخرج ما يتم تجميعه في الحفر إلى الطرقات في القرية، ما يتسبب في انتشار الحشرات التي تنقل أمراضًا، وخاصة في صفوف الأطفال.
وكشف الاستطلاع أيضًا أن أضرار عدم وجود صرف صحي في قرية سردين تعدّت السكان، وطالت المحصولات الزراعية في القرية، حيث وصلت مياه المجارير الخارجة من الحفر الفنية إلى الأراضي الزراعية، ما تسبب في جفاف وموت كثير من أشجار الزيتون، ومحاصيل زراعية أخرى.
نقص الاهتمام الطبي
وإضافة إلى معاناة أهالي قرية سردين من مشاكل الصرف الصحي، فالقرية ينقصها الاهتمام الطبي مع شح النقاط الطبية فيها وفي محيطها.
وقال بلال الحسين، وهو أحد سكان قرية سردين ويعمل ممرضًا في النقطة الطبية الموجودة في قرية قورقانيا المجاورة، إن ما يزيد معاناة أهالي قريته هو عدم وجود مركز طبي داخل القرية يخدّمها، خاصة أن الأمراض الجلدية زائر دائم في القرية.
وحول عدد المصابين بمرض “اللشمانيا”، أكد لعنب بلدي عدم وجود إحصائية دقيقة للأعداد، مشيرًا إلى أن النقطة الطبية التي يعمل بها تشهد مراجعة 120 حالة “لشمانيا” في الشهر الواحد خلال العام الماضي، من جميع القرى في المنطقة، وليس فقط من قرية سردين.
وأوضح الممرض، أنهم في نقطة قورقانيا الطبية يقدمون العلاج للمصابين بـ”اللشمانيا”، عبر حقن موضعي ضمن الآفة أو حقن عضلي، مشيرًا إلى وجود قسم خاص في النقطة الطبية لمتابعة مصابي المرض، كما يوجد معالجون خاصون بالمرضى.
مشكلة قديمة
من جانبه، أكد عضو المجلس المحلي في قرية سردين أحمد عبد الغني، لعنب بلدي، أن مشكلة الصرف الصحي في القرية قديمة وليست جديدة.
وأشار إلى أن السكان اعتادوا على حل هذه المشكلة بشكل فردي، عبر فتح سواقٍ أمام المنازل أو إنشاء حفر فنية داخل أو خارج المنزل، لافتًا إلى أن المجلس أطلق العديد من المناشدات للمنظمات الداعمة، كي تبادر لحل مشكلة الصرف الصحي دون استجابة.
وقال عبد الغني، إن المجلس لديه دراسة جاهزة لمشروع للصرف الصحي في القرية، في حال تقدمت أي منظمة للمساعدة في حل المشكلة.
لكن المجلس وحده غير قادر الآن على إنشاء شبكات صرف صحي نظامية، وغير قادر أيضًا على إنشاء مركز طبي، وفق إمكانياته المتاحة، نظرًا لكون المشروع يفوق قدرته المالية، ما يعني أن أزمة الأمراض الناجمة عن التلوث قد لا تُحل قريبًا.
ما مرض “اللشمانيا”
“اللشمانيا” مرض جلدي تتسبب به حشرة ذبابة الرمل، فهي الناقل الوحيد لهذا المرض، تعيش في الأماكن الرطبة والمظلمة مثل حظائر الحيوانات ومجمعات النفايات وجحور الكلاب والجرذان، حيث تمتص هذه الذبابة الدم من حيوان مصاب، ويكون هذا الدم محملًا بالطفيلي المسبب للمرض، والذي يتكاثر في معدة الذبابة ثم ينتقل إلى لعابها، وعند لدغها إنسانًا أو حيوانًا أو طيرًا سليمًا، فإنها تحقن الطفيليات في جسمه مسببة المرض.
وقد تبين أن هذه الذبابة قد تنقل المرض من حيوان إلى إنسان أو من إنسان إلى آخر، وفق مقال طبي سابق للطبيب أكرم خولاني، في جريدة عنب بلدي.
وبحسب مأمون، فإن طرق الوقاية من “اللشمانيا” تتم عبر ارتداء الملابس التي تغطي كل الجسم، إضافة لاستخدام الناموسيات، والكريمات الطاردة للحشرات، ورش المبيدات الحشرية للقضاء على ذبابة الرمل، إضافة إلى ضرورة القضاء على القوارض التي تعد سببًا لانتشار الحشرة التي تختبئ في النهار وتنشط عند الغروب وفي المساء.