الباب.. حملات لمساعدة النازحين تقطع طريق “تجار الحروب”
ريف حلب – عاصم ملحم
يعاني آلاف النازحين الواصلين إلى مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، جراء التصعيد العسكري الأخير للنظام السوري في ريف إدلب، من استغلال أصحاب المنازل المعروضة للإيجار، الذين يشترطون دفع مبالغ كبيرة، وسط ظروف معيشية وأمنية صعبة للغاية تعيشها مناطق الشمال السوري.
برفقة عوائلهم ومتاعهم، يبحث نازحون عن مؤجرين أمناء، أمام محاولات استغلال حاجتهم لأي مسكن يقيهم برد الشتاء القارس، منهم عامر سعد الدين، الذي طلب منه أحد أصحاب البيوت 400 دولار أمريكي مقابل إيجار المنزل، مع شرط إقامة عائلة واحدة فيه.
ويعتقد عامر، النازح من مدينة بنش بريف إدلب، نتيجة التجربة التي يمر بها، أنه “لم يعد باستطاعة أهل الخير فعل شيء”، معبرًا عن استيائه مما حصل ويحصل معه ومع مئات السوريين النازحين قسرًا من منازلهم.
جانب مشرق
مقابل القناعة التي وصل إليها عامر وغيره من النازحين الذين واجهوا حالات الاستغلال، تبرز حملات عدة ومبادرات فردية من أهالي المدينة، للوقوف بجانبهم، في ظل قلة المنظمات الفاعلة بالمنطقة.
ومن تلك الحملات، حملة “أهل الخير” في مدينة الباب، التي أطلقها ناشطون، في 23 من كانون الأول 2019، بشكل تطوعي ودون أي تنسيق أو تعاون مع المجلس المحلي، أو المنظمات الموجودة في المدينة، إلى جانب حملة أخرى لمديرية الأوقاف في مدينة الباب.
وحققت حملة “أهل الخير”، خلال أسبوعها الأول، إيواء ما يقارب 60 عائلة ضمن مزارع وبيوت تبرع مالكوها بها مجانًا.
في حين تكفل بعض “المقتدرين” بدفع إيجارات لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، وقد عمل الفريق على استئجار 12 منزلًا وإسكان نازحين فيها، بحسب ما قاله عبادة الجبلي، أحد منظمي الحملة، لعنب بلدي.
وأشار المنظم إلى أن الحملة استطاعت تأمين ألبسة جديدة بقيمة عشرة آلاف دولار، ووُزعت عبر قسائم مخصصة للنازحين، كما تم تأمين احتياجات 30 عائلة من مواد تدفئة وغذائية، بالإضافة للفرش المنزلي.
وذكر عبادة أن حصيلة التبرعات بلغت ألفًا و375 دولارًا، و800 ليرة تركية، و328 ألف ليرة سورية، جُمعت عن طريق تحديد مراكز وأرقام تواصل، بالإضافة للتواصل مع التجار و”أصحاب الخير”، معتبرًا أن هذه الظروف أظهرت الصوت الآخر الساعي لمساعدة النازحين والمهجرين.
مديرية الأوقاف أيضًا
وأطلقت “مديرية الأوقاف” في مدينة الباب حملة بالتعاون مع “فريق إيواء” الإغاثي، واستطاعت تأمين 40 شقة وتجهيزها بالمستلزمات الأساسية، بحسب تصريحات مدير الأوقاف، عبد الباسط الزالق، لعنب بلدي.
ونوه الزالق إلى أن أربعين شقة جُهزت بالكامل، عدا الشقق التي احتاجت إلى بعض المستلزمات التي يتم العمل حاليًا على تأمينها.
وأضاف أنه من المتوقع أن يصل عدد الشقق المجهزة ضمن هذا المشروع إلى 100، سيتم إيواء أكثر من 100 عائلة فيها.
وتواصلت المديرية مع عدد من الصرافين الذين قاموا بحملات لمساعدة النازحين، وسد أكبر قدر ممكن من حاجاتهم، كما يتم التنسيق مع مديرية الخدمات الاجتماعية، حيث عملوا على تقديم ما استطاعوا بعد تجهيز الشقق.
عنب بلدي تحدثت إلى مدير دائرة الخدمات الاجتماعية في المجلس المحلي، إيهاب الراجح، الذي أكد وجود التعاون مع المديرية، لافتًا إلى أنهم على استعداد للتعاون مع أي مبادرة في تأمين مواد التدفئة والفرش والسلل الغذائي، لاحتواء أزمة النزوح الكبيرة.
وهُجر ما يقارب 689 ألف شخص منذ 1 من كانون الأول 2019، شمال غربي سوريا، بحسب “مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية” (أوتشا)، وذلك في ظل تعرض المنطقة لموجات من البرد الشديد، مع استمرار العمليات العسكرية لقوات النظام وروسيا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :