عروة قنواتي
تداولت الشبكات الرياضية ووكالات الأنباء في العالم، في 14 من شباط الحالي، القرار الصادر عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وبالتحديد عن “اللجنة الرقابية في الاتحاد الأوروبي”، بما يخص نادي مانشستر سيتي الإنكليزي وقواعد اللعب النظيف.
قرر “يويفا” حرمان نادي مانشستر سيتي من المشاركة في المنافسات الأوروبية لمدة موسمين بعد “ارتكاب خروقات للائحة اللعب النظيف المالية”، كما تتضمن العقوبة فرض غرامة بلغت 30 مليون يورو على “السيتيزن”.
القضية التي بدأت مطلع العام 2019 ودخلت في نفق الجلسات السرية والتحقيقات بين الطرفين، كان لها أن تشهد تسريبات برؤية الاتحاد الأوروبي للقرار المقبل أو المفاجئ، عندما نشرت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية وثيقة مسربة، تفيد بأن مانشستر سيتي ضخّم في قيمة عقود الرعاية بهدف خداع الهيئة التي تدير كرة القدم الأوروبية.
ومنذ ذلك الوقت حتى قرار أول من أمس والأحاديث تدور حول إمكانية المان سيتي التحرك باتجاه الطعن في القرار، إن صدر فعلًا بالصيغة الحاسمة. وطبعًا يحق للنادي الإنجليزي أن يطعن بالقرار مع تقديم أدلته إلى محكمة “الكاس” الرياضية في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهي المحكمة التي تفصل في النزاعات الرياضية الكروية قبل صدور الأحكام الأخيرة في حال تم اللجوء إليها من قبل أي طرف معتمد.
الأحاديث والتكهنات للعشاق والنقاد والمتابعين طالت التطور السريع لفريق مانشستر سيتي، وضخامة المبالغ المالية التي استطاعت القدوم بنجوم العالم لكرة القدم لارتداء قميص النادي والتزاحم مع الأندية الإنجليزية على الألقاب المحلية، وهذا ما حصل فعلًا في الموسمين الماضيين من خلال السيد بيب غوارديولا، الذي فتح صفحة جديدة من البطولات المحلية الإنجليزية باسم مانشستر سيتي، وسط غياب وتراجع كثير من الأندية العريقة، والصراع الدائر منذ عدة مواسم مع نادي ليفربول الذي يعتلي حاليًا صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز “البريمير ليغ” بفارق مريح عن منافسيه.
كما ذهبت الأحاديث أيضًا إلى التكهن بمصير اللاعبين النجوم في حال نُفذ القرار، أي إن عددًا لا بأس به من نجوم الفريق سيرحلون إلى أندية جديدة بغية المشاركة الأوروبية والمنافسة المستمرة، وهذا ما من شأنه أن يؤدي إلى نهاية رحلة “السيتيزن” مع بلوغ عمرها خمس سنوات من العمل والمنافسة وحصاد الألقاب ليعود فريقًا يتوسط الترتيب، شأنه شأن ايفرتون ونيوكاسل وويلفرهامبتون، بعيدًا عن المنافسة المستمرة. هكذا هي التكهنات.
نظر البعض بارتياح إلى هذا القرار، وأطلق الآمال بسرعة تنفيذه حتى يختفي اسم السيتي من قائمة المتنافسين على دوري أبطال أوروبا والبطولات الإنجليزية، فالبعض يشعر أن النادي لا يحمل إرثًا تاريخيًا كما الأندية العريقة، وظهر في وقت التخبطات، وأغدق الأموال هنا وهناك، وهذا لا يسهم في بناء كرة قدم صحيحة وصحية.
الجيد أن نتقبل كل الآراء والاحتمالات والأحاديث، ولكن من غير الجيد برأيي أن نسعد لمحاولات إنهاء مسيرة السيتي إن كان “متورطًا أو غير متورط”، فهذا الفريق بلاعبيه ومدربه وجماهيره صبغوا البطولات بلون جديد وبفكر جديد وكشفوا العورات التي وقعت بها أندية عريقة بسوء التخطيط وتخبطات غرف الملابس، فابتعدت عن ساحة الصراع، أو بالأحرى أطاح بها السيتي في كثير من النزالات، ولكل مجتهد نصيب.
التحقيق واجب والعقوبة مستحقة إن كانت الأدلة تفي بالعهود والقوانين، وتعطي إشارة “التورط” الأخيرة، حصل هذا الأمر في السابق مع السيدة العجوز اليوفي كبير إيطاليا منذ سنوات طويلة، وسرعان ما عاد من أندية الدرجة الثانية إلى الأولى رغم ابتعاد بعض النجوم عنه قاصدين المستقبل الكروي في فترة مرض اليوفي، وبقاء ثلة لا بأس بها من أبناء الفريق مراهنين على صحوته.
وقد صحا، وعلى عودة سريعة للمجد، وعاد.