درعا والقنيطرة.. ترقب قلق لانتهاء صلاحية “التسويات”
عنب بلدي – القنيطرة
يتصاعد التوتر في الجنوب السوري مع اقتراب موعد انتهاء صلاحية “التسوية”، بين أبناء المنطقة من المناهضين للنظام السوري، وقواته التي انتزعت محافظة درعا والقنيطرة من قبضة المعارضة قبل عام ونصف، لم تهدأ خلالها الاحتجاجات والاغتيالات والاعتقالات والوساطات لإبقاء الوضع تحت السيطرة.
لا استقرار في الجنوب
في 26 من آذار المقبل، تنتهي صلاحية أوراق “التسوية” التي تسمح لأبناء المنطقة بالتنقل والمرور عبر حواجز النظام دون مساءلة، لكن التشديد الأمني وحالات الاعتقال بدأت تتزايد منذ بداية العام الحالي.
تسارعت وتيرة الاغتيالات التي طالت قادة وعناصر سابقين من فصائل المعارضة، وشخصيات مدنية مقربة من النظام السوري، من رؤساء بلديات ووجهاء، وأخرى كانت بحق شخصيات مرتبطة بإيران و”حزب الله” في المنطقة، زاد عددها على 20 حالة اغتيال، حسبما وثق ناشطون.
وشهدت عدة مناطق في القنيطرة ودرعا، منذ بداية العام الحالي، خروج مظاهرات منها في ريف العجمي وتل شهاب واليادودة والمزيريب وزيزون ومدينة طفس والشجرة ودرعا البلد، هتفت ضد وجود الميليشيات الإيرانية و”حزب الله”، وطالبت بإخراج المعتقلين، كما رفع المتظاهرون شعارات مناهضة للنظام السوري.
تمثل تلك المظاهرات “رسالة لأطراف التفاوض”، من روسيا والنظام السوري، للالتزام بتعهداتهم لأبناء المنطقة، على حد تعبير أحد سكان ريف درعا الغربي، (طلب عدم نشر اسمه لأسباب أمنية)، مشيرًا في حديثه لعنب بلدي، إلى وعود “التسوية” بالكف عن الملاحقة والحفاظ على استقرار المحافظة.
كما صدرت تهديدات بعمليات عسكرية إذا لم يتم الإفراج عن المعتقلين، وكتب القيادي السابق في “الجيش الحر”، أدهم الكراد، عبر صفحته في “فيس بوك“، في 17 من كانون الثاني الماضي، إن فتح غرفة عمليات “البنيان المرصوص” ليس مستحيلًا.
وانتشرت شعارات وعبارات في عدة مدن وبلدات في مناطق خاضعة لاتفاق “التسوية” تذكّر بشعارات الثورة السورية وأخرى مناهضة للنظام، وأصدر وجهاء عشائر درعا بيانًا لمحاربة الخطف والقتل بحق أبنائهم.
وأثمرت جهود بعض المناطق عن إطلاق سراح عدد من المعتقلين، بعد شهور من الوعود والتأجيل، لكن ذلك الإنجاز لم يكن كافيًا.
قلق متزايد
تزايدت حالات الاعتقال بحق مدنيين وعناصر سابقين في المعارضة، وزادت على 500 حالة في درعا والقنيطرة منذ بدء اتفاق “التسوية” في المنطقة، “في تجاوز واضح لاتفاق التسوية والتهدئة في المنطقة الجنوبية من قبل قوات النظام السوري”، حسبما قال عضو في لجنة المصالحات في القنيطرة لعنب بلدي، (طلب عدم نشر عن اسمه لأسباب أمنية).
ورغم الضغوطات من قبل لجان التفاوض في درعا والقنيطرة على الجانب الروسي ورؤساء الأفرع الأمنية، “لم يتم الإفراج إلا عن أعداد قليلة من المعتقلين حديثًا”، وأضاف عضو لجنة المصالحات أن الجهات الأمنية لدى النظام تتقاعس عن تطبيق بنود اتفاق “التسوية” بالإفراج عن المعتقلين أو توضيح مصيرهم.
بينما أثارت إجراءات الجهات الأمنية وعودة التشديد الأمني على المنطقة قبيل انتهاء مدة “التسوية” الشهر المقبل، “القلق بين المواطنين”، ومع متابعة النظام وروسيا طرح الوعود، يبقى أهل المنطقة مترقبين ما ستنجلي عنه الأيام المقبلة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :