يحكي كارلوس زافون في روايته “لعبة الملاك”، التي تعتبر الجزء الثاني من سلسلة “مقبرة الكتب المنسية”، حكاية أخرى لكاتب من مدينة برشلونة الإسبانية.
بطل الرواية هذه المرة هو دافيد مارتين، “كاتب ملعون” كما يوصف في الرواية، حكاية تتشابه في خطها العام مع حكاية خوليان كاراكس، بطل الجزء الأول من السلسلة، الذي يحمل اسم “ظل الريح”.
لكن “لعبة الملاك” تحمل تفاصيل شخصية أكثر، وعاطفة أكبر، ومآسي أكثر في حياة بطلها، كما أن جرعة التشويق والإثارة أعلى، وأحداثها أكثر تعقيدًا وجذبًا للقارئ.
تحكى الرواية بلسان ديفيد مارتين نفسه، على عكس الرواية الأولى التي يحكيها دانيال سيمبري، عن خوليان كاراكس، ويجيد مارتين وصف مشاعره بدقة، في أكثر خيباته ألمًا، وأكثر لحظاته سعادة.
تسرد الرواية قصة مارتين منذ عمله في جريدة “صوت الصناعة”، والتغييرات التي تطرأ على حياته، وصولًا إلى ملاحقته من قبل ناشر فرنسي مجهول، يتفق معه على تأليف كتاب جديد يعتبر بمثابة “دين جديد للبشرية ككل”.
تمشي أحداث الرواية بسرعة كبيرة، يراهن فيها زافون على قوة السرد لديه، مع تنوع في الشخصيات التي تدور حول مارتين، بمن فيهم صديقه الأول بيدرو فيدال، أو إيزابيلا، التي يمنح حضورها الرواية مزيدًا من التفاصيل تتعلق بإنجابها لاحقًا لدانيال.
تحمل الرواية قيم الصداقة والحب والوفاء، وتحكي عن الخيانة، إضافة إلى تناقضات الحياة وتاريخ مدينة برشلونة، كل هذا في 680 صفحة.
لا يعطي زافون في روايته جوابًا نهائيًا شافيًا حول ما حصل لمارتين في الرواية، ليبقى مارتين شخصية فريدة، نجح الكاتب بتصديرها وإقناع القراء بها.