عبّرت “هيئة تحرير الشام” الموجودة في إدلب وريف حلب الغربي بشكل ضمني عن موقفها من دخول الأرتال التركية الكبيرة إلى إدلب، خلال الأيام الماضية.
ومن خلال تصريحات القادة والمسؤولين الإعلاميين في الهيئة، تظهر موافقتها غير المعلنة على وجود القوات التركية باعتبارها “تصب في مصلحة الثورة”، بحسب ما قاله القائد العام للهيئة، أبو محمد الجولاني.
وقال الجولاني في لقاء مع الإعلاميين، بحسب وكالة “إباء” التابعة للهيئة أمس، الجمعة 14 من شباط، “رهاننا قوتنا الداخلية مع استثمار أي فرص أخرى تصب في مصلحة الثورة بشكل عام”.
وأضاف الجولاني أن المناطق تزخر بالطاقات والكفاءات القادرة على صد أي عدوان في حال “استثمرناها ووظفناها بشكل جيد”.
من جهته أكد مسؤول التواصل الإعلامي في “هيئة تحرير الشام”، تقي الدين عمر، في مراسلة إلكترونية مع عنب بلدي، أن “الهيئة لا توفر جهدًا في صد عدوان المحتل الروسي والإيراني وميليشياتهما، ولن تقف أبدًا على الحياد في أي عمل يسهم في التخفيف عن أهلنا ورفع هذا الظلم عنهم”.
وتستمر تركيا بإرسال الأرتال العسكرية يوميًا إلى داخل مناطق المعارضة في إدلب وريف حلب، بهدف تعزيز نقاط المراقبة التركية بعد تعرضها لقصف من قبل قوات النظام السوري، ومقتل 13 جنديًا تركيًا.
وتتضمن الأرتال العسكرية مختلف أنواع الأسلحة من دبابات ومدرعات عسكرية وقوات “كوماندوز”، وراجمات صواريخ وخاصة من نوع “سكاريا”.
وبدأت تركيا بإرسال أرتالها العسكرية عقب تهديد أطلقه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشن عملية عسكرية واسعة في حال لم تنسحب قوات النظام حتى نهاية شباط الحالي إلى حدود اتفاقية “سوتشي” المواقعة مع روسيا.
وكانت قوات النظام تقدمت بشكل متسارع خلال الأسابيع الماضية في مناطق المعارضة، وتمكنت من فتح الطريق الدولي دمشق- حلب (M5).
وأرجع الجولاني تراجع الفصائل إلى الضعف في تنظيم القدرات، معتبرًا أن “التنسيق بين الفصائل اليوم أفضل من قبل، لكننا بحاجة لتنسيق أكبر لقوتنا العسكرية”.
ونفى الجولاني الاتهامات التي وُجهت للهيئة سابقًا باستيلائها على السلاح الثقيل للفصائل، ما أدى إلى غيابها عن الجبهات، متوعدًا بمفاجآت لروسيا وداعميها في إدلب خلال المرحلة المقبلة.
–