يعتبر فتح المجال الجوي للطائرات التركية فوق إدلب، في حال بدء عملية عسكرية واسعة، من أكبر المعضلات التي تقف في وجه تركيا، لأن المجال خاضع للمراقبة الروسية.
واستمرت تركيا بتعزيز نقاط المراقبة التابعة لها في إدلب عبر إرسال أرتال عسكرية ومدرعات وراجمات صواريخ، إضافة إلى نشر صواريخ ومنظومات دفاع جوي على حدودها مع سوريا.
وتنتظر محافظة إدلب الأيام المقبلة بعد إمهال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قوات النظام حتى آخر شباط الحالي، للانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها مؤخرًا، ملوحًا بالتدخل عسكريًا لإجبارها على ذلك.
لكن العقبة الرئيسة أمام القوات التركية هي منعها من قبل روسيا من استخدام المجال الجوي فوق إدلب، في حال اضطرت تركيا لاستخدام السلاح الجوي في المعركة المتوقعة، بسحب ما ذكرته صحيفة “خبر ترك“.
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا طلبت من روسيا فتح المجال أمام الطائرات التركية، خلال المحادثات بين الطرفين في أنقرة الأسبوع الماضي، لكن موسكو رفضت، مشيرة إلى أنه من المقرر أن تطرح المسألة خلال لقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قريبًا.
وسعت تركيا مرارًا لفتح المجال الجوي فوق إدلب أمام طائراتها، ودعا أردوغان بوتين، في شباط 2019، إلى فتح المجال الجوي أمام الطائرات التركية فوق إدلب، من أجل معركة شرق الفرات ومنبج.
وقال أردوغان إنه من المهم إظهار التعاون (مع روسيا) من أجل استخدام المجال الجوي في إدلب، كما جرى في معركتي عفرين وريف حلب الشمالي، بحسب ما ترجمته عنب بلدي عن موقع التلفزيون الرسمي التركي (TRT).
وتعمل تركيا على عدة خيارات في حال لم تستجب روسيا لمطالبها بفتح المجال الجوي.
ومن أحد الخيارات، بحسب ما قاله العقيد الطيار إسماعيل أيوب لعنب بلدي، فرض تركيا حظرًا جويًا من حدودها باستخدام طائراتها المقاتلة.
وقال العقيد أيوب إن الطيران التركي يستطيع فرض حظر جوي من مجال تركيا الجوي بعمق يصل حتى 50 كيلومترًا في عمق المناطق السورية.
أما الخيار الثاني، بحسب أيوب، فهو قدرة تركيا على فرض عزل جوي فوق المنطقة عبر نشر منظومات دفاع جوي لمنع طيران النظام السوري من التحليق فوق إدلب وفوق نقاط المراقبة التركية.
ونشرت صحيفة “يني شفق” التركية، أمس، تقريرًا رصدت فيه البدائل البرية والجوية التي يمكن لتركيا استخدامها من داخل الحدود التركية، ويمكنها الوصول إلى أهدافها داخل سوريا.
وتعتبر منظومة الدفاع الجوي (HİSAR-A) محلية الصنع قادرة على فرض حظر جوي، إذ يبلغ مدى الصاروخ 15 كيلومترًا بارتفاع خمسة كيلومترات، إضافة إلى منظومة الدفاع الجوي (HİSAR-O) التي يبلغ مدى صواريخها 25 كيلومترًا وبارتفاع 15 كيلومترًا.
وكان الرئيس التركي أعلن في حفل عسكري، بحسب وكالة “TRTHABER” الحكومية، في 5 من شباط الحالي، أن نشر “منظومة صواريخ الدفاع الجوي المحلي والقومي” (HİSAR-A)، على الحدود السورية سيلغي النقص الحاصل هناك نهائيًا.
وأضاف أردوغان أن المنظومة المحلية قادرة على القضاء على الهدف بنسبة 100%.
كما أشارت صحيفة “يني شفق” إلى إمكانية نشر منظومة كورال (KORAL Radar) للتشويش، وهي نظام حرب إلكترونية قادرة على اعتراض وتحليل، والعثور على اتجاه العديد من أنواع إشارات الرادار التقليدية والمعقدة، وبإمكانها التشويش على الطائرات.
من جانبه أكد العقيد إسماعيل أيوب أن تركيا لا تستطيع فرض حظر طيران بمفردها فوق إدلب دون ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، التي قد تطلب من روسيا إيقاف الطيران فوق المنطقة، لأنه من دون التنسيق قد يؤدي الحظر إلى صدام مع روسيا.
وكان أردوغان أكد في خطاب له أمام حزب “العدالة والتنمية”، أمس، أن الطائرات التي تقصف المدنيين في إدلب لن تستطيع التحرك بحرية، كما كانت في السابق.
–