مجلس الشعب السوري يدين رسميًا “إبادة الأرمن الجماعية”
تبنى مجلس الشعب السوري قرارًا يدين ويقر “جريمة الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الأرمن” على يد الدولة العثمانية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ونشرت الصفحة الرسمية لمجلس الشعب السوري في “فيس بوك” اليوم، الخميس 13 من شباط، القرار الذي تبناه المجلس “بالإجماع”.
ووصف مجلس الشعب في قراره الجريمة بأنها “من أقسى الجرائم ضد الإنسانية وأفظعها”.
ودعا المجلس برلمانات العالم والرأي العام العالمي لإقرار المجزرة وإدانتها، وهي المرة الأولى التي يصدر البرلمان السوري قرارًا بخصوص القضية.
الأرمن في سوريا
يعيش في سوريا، وفقًا لوزارة الشتات الأرمنية، 100 ألف أرمني، ما يزيد على 60 ألفًا منهم في حلب.
كما يملك الأرمن العديد من المدارس والمعاهد الخاصة التي تدرّس اللغة الأرمنية، وكذلك لديهم العديد من المطبوعات والمجلات الصادرة بلغتهم.
وسبق للرئيس الأرمني، سيرج ساركسيان، أن أعرب في عام 2015 عن امتنانه لنية حكومة الأسد الاعتراف الرسمي بالإبادة الجماعية الأرمنية، التي تتهم فيها أرمينيا ودول أوروبية أخرى الدولة العثمانية بارتكابها عام 1915.
كما أطلق النظام السوري اسم “ساحة شهداء الإبادة الأرمنية”، على الساحة الرئيسة في حي باب توما وسط العاصمة دمشق، مع لائحة تعريفية بتفاصيل المجزرة في 23 من نيسان 2015.
يعود الوجود الأرمني في سوريا إلى العهد البيزنطي، إذ كانت للأرمن إمبراطورية شاسعة، دامت ما بين عامي 321 قبل الميلاد و428 للميلاد، ووصل نفوذها إلى شمالي سوريا، واتخذت مدينة أنطاكيا كإحدى عواصمها الأربع.
أدى التقدم الرومي إلى أرمينيا لهجرة أعداد من أهلها نحو الشمال السوري مجددًا، فسكنوا في حلب وكلّس وغازي عنتاب ومرعش وأنطاكيا، ودام بقاؤهم حتى وصول الغزو المغولي.
غادر الأرمن تلك المناطق وأنشؤوا إمبراطورية جديدة في كيليكيا، دامت نحو مئة عام، وعند زوالها عادوا إلى حلب وشكلوا الأبرشية الأرمنية فيها خلال القرن الخامس عشر.
واستمروا بالتوافد إلى المناطق السورية خلال فترة الحكم العثماني، إلا أن أكبر تدفق لهم كان بداية القرن العشرين.
“الإبادة الأرمنية”
وتعتبر قضية “الإبادة الأرمنية” جدلية بين تركيا من جهة والدول الأوروبية وأرمينيا من جهة أخرى، إذ تتهم أوروبا القوات العثمانية بارتكاب “إبادة منظمة وممنهجة” بحق 1.5 مليون أرمني خلال الحرب العالمية الأولى.
بينما تنفي تركيا ذلك بقولها إن ما لا يزيد على 500 ألف أرمني قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى بسبب المجاعة التي ضربت بلدانًا عدة، بالتزامن مع “حرب أهلية” وقعت بين الأرمن المسيحيين والأتراك المسلمين قبيل انهيار الدولة العثمانية.
وتقول الرواية التركية إن عددًا مماثلًا من الأتراك قتل أيضًا، في أثناء الحرب الأهلية بين الأرمن والأتراك.
وسبق للرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، أن أثار خلافًا مع تركيا بهذا الشأن، حين طالب تركيا عام 2011 أن تواجه ماضيها وتعترف بارتكاب “مجزرة” ضد الأرمن، على حد تعبيره.
إلا أن وزير الخارجية التركي حينها، أحمد داوود أوغلو، انتقد تصريحات ساركوزي بقوله إن “من يعجزون عن مواجهة ماضيهم لأنهم مارسوا فيه الاستعمار على مدى قرون، وعاملوا الأجانب كمواطنين من الدرجة الثانية، هؤلاء لا ينبغي لهم أن يعلموا تركيا دروسًا في التاريخ”.
كما أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن بلاده ستحيي يوم 24 نيسان من كل عام “يومًا وطنيًا لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية”.
وشهدت العلاقات التركية- الأرمنية توترًا مستمرًا منذ عقود، إلا أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا قادت مبادرة عام 2009 تم بموجبها إقناع الطرفين بإقامة علاقات دبلوماسية، وفتح الحدود المشتركة أمام التجارة بين البلدين.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :