“بصعوبة بالغة فصلنا جسده وقلبه عنها، ثم كشفنا عن وجهها الملائكي، وجدناها مبتسمة لكن كانت بلا حراك، إنها ميتة!”، بهذه الكلمات وصف الطبيب في مشفى عفرين حسام عدنان، تفاصيل حالة إسعافية استقبلها صباح اليوم، الخميس 13 من شباط 2020.
توفيت الطفلة عندما كان يحملها الأب على الطريق، وهو لا يدري بوفاتها قبل ساعة من وصوله، بعد تعرضها لنزلة تنفسية نتيجة البرد الشديد وغياب وسائل التدفئة.
حالة الطفلة ازدادت سوءًا مع محاولات الأب لتدفئتها فحملها بين ذراعيه، ومشى فوق الثلوج بحذاء مهترئ محاولًا إيصالها إلى مشفى عفرين.
وقال الطبيب، عبر صفحته في “فيس بوك”، إن والدها لم يدرك وفاتها من شدة التصاق جسدها بقلبه، وبقي يحملها في محاولة لإنقاذ ما تبقى من روحها.
وأكدت منظمات إغاثية وحقوقية من بينها “فريق ملهم” و”منسقو استجابة سوريا” الحادثة.
قصة الطفلة ليست الوحيدة، إذ سبقها وفاة طفل يبلغ من العمر ستة أشهر في مخيم بمنطقة أطمة نتيجة للبرد.
وحصلت تسع حالات وفاة في المخيمات نتيجة للبرد والحروق والاختناقات، بحسب ما نشره “منسقو استجابة سوريا” اليوم.
وبلغ عدد الوفيات نتيجة البرد في سوريا 167 حالة وفاة، بينهم 77 طفلًا، منذ آذار 2011، بحسب تقرير نشرته “الشبكة السورية لحقوق الانسان” اليوم.
وتتزايد أعداد النازحين من ريفي إدلب وحلب نتيجة للحملات العسكرية الأخيرة، بينما تشهد المنطقة انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة وصلت إلى سبع درجات تحت الصفر، ما دفع أهالي المخيمات للبحث عن وسائل تدفئة بعضها تسبب في اندلاع حرائق.
–