تبنى مجلس الأمن قرارًا يدعو إلى وقف إطلاق النار، وضرورة التزام الأطراف بتعهداتها في برلين، في ظل امتناع روسي عن التصويت على غرار نهجها في القضايا السورية.
وبموافقة 14 عضوًا، اعتمد مجلس الأمن مساء أمس، الأربعاء 12 من شباط، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، القرار رقم 2510 الخاص بوقف إطلاق النار في ليبيا، والذي قدمت مسودته المملكة المتحدة، بعد مشاورات استمرت ثلاثة أسابيع.
ما القرار “2510”؟ (عسكريًا، إنسانيًا، اقتصاديًا)
يرفض القرار 2510 الحل العسكري في ليبيا بشكل مطلق، كما يسلط الضوء على أهمية الدور المركزي الذي تقوم به الأمم المتحدة، في تيسير عملية سياسية بقيادة وملكية الليبيين أنفسهم.
ويلزم القرار الأطراف التي شاركت في مؤتمر برلين بالتعهدات التي قُطعت، وأبرزها الامتناع عن أي تدخل أجنبي في الصراع المسلح أو في شؤون ليبيا الداخلية، والالتزام بحظر التسليح.
ويعرب عن القلق “العميق” إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في ليبيا، بما فيها تدهور مستوى المعيشة وعدم القدرة على توفير الخدمات الأساسية إضافة إلى الوضع الذي يمرّ به المهاجرون واللاجئون والنازحون داخليًا.
موارد ليبيا النفطية هي لمنفعة جميع الليبيين، بحسب القرار، ويجب أن تخضع لسيطرة شركة النفط الوطنية الكاملة.
يدعم القرار “بقوة” الجهود التي يقودها المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، لإنهاء الأزمة بين الأطراف المتحاربة.
ويطالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتقديم تقرير مرحلي بشأن الظروف اللازمة والمقترحات حول رصد وقف فعال لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة. إضافة إلى تقديم تقرير بشأن التقدم المحرز بعمل لجنة المتابعة الدولية التي دعا إليها مؤتمر برلين.
تأييد وتفاؤل مع شك وحذر
واعتبر السفير الليبي، طاهر السني، تبني القرار بمثابة “فشل المغامرة العسكرية التي أقدم عليها المعتدي وداعموه والمراهنون عليه، وفشل مشروع اغتصاب السلطة بالقوة والانقلاب على الشرعية”.
إلا أن السفير الليبي أعرب بحذر عن تفاؤله بسبب استمرار الانتهاكات للهدنة على حدّ تعبيره، متسائلًا عن وجود ضمانات نجاح لمخرجات برلين والمسار السياسي المزمع عقده في جنيف.
وشكك في نجاح الحوار العسكري المعروف بـ”5+5″ الذي يتضمن خمسة ضباط رفيعي المستوى من كلا الجانبين (خمسة ضباط من قبل “حكومة الوفاق الوطني” وخمسة ضباط من قبل المشير حفتر)، بسبب عدم انبثاق نتائج ملموسة عنه حتى الآن، على حد تعبيره.
الامتناع الروسي
شككت روسيا بجدية دفع القرار الليبيين نحو التوصل إلى اتفاق بشكل أسرع، بحسب ما جاء على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينيزيا.
وقال، “نود فعلًا أن تنفذ قرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا، ونود أن يكون القرار قابلًا للتطبيق، ولكن لا نعتقد بإمكانية ذلك بناء على النص ولهذا السبب لم نستطع التصويت لمصلحته”.
–