عبد القهار السعود لعنب بلدي: نحتاج لمؤتمر وطني برعاية أممية.. يوحد ولا يفتت
حوار: أسامة آغي
يحمل النزاع السوري زوايا رؤية متعددة ومختلفة، صدرت عن رؤى إيديولوجية حددت أبعادها وأدواتها، وحين يكون الأمر على صلة بمعرفة الواقع، ينبغي تسليط الضوء على فهم القوى السياسية لهذا الصراع وأولوياته، لمعرفة اتجاهاته ومآلاته.
تحدثت عنب بلدي مع القيادي في حزب العمل الشيوعي وعضو المكتب التنفيذي في “هيئة التنسيق الوطنية المعارضة”، عبد القهار السعود، حول فاعلية العمل السياسي للقضية السورية.
“تدويل” المعارضة و”طبقية” النظام
تحوّلت أغلب القوى الداخلية “نظاماً ومعارضةً” إلى أدوات، على حد تعبير السعود، أي صارت وكلاء لقوى كبرى عالمية وإقليمية، وأصبح الوجود السياسي “حصيلة لموازين القوى الفاعلة دولياً في الساحة السورية”.
وبرأي عضو المكتب التنفيذي في “هيئة التنسيق الوطنية المعارضة”، وهي تحالف لتيارات سياسية يسارية تشكل عام 2011 رفعت لاءات ثلاث “لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل الخارجي”، دون المطالبة بإسقاط أو رحيل النظام عن السلطة في سوريا، فإن “عجز كافة القوى السورية عن الحسم العسكري”، وتبادل الأدوار فيما بينهم بين القوة والضعف، دفع الأمور باتجاه التدويل، الذي أصبح حاضرًا وفاعلًا في الصيرورة السياسية والعسكرية الداخلية.
حافظ النظام على بنيته “البرجوازية البيروقراطية”، وعلى مصالح فئة وامتيازاتها، ونهبها لموارد الدولة، حسبما قال السعود، مشيرًا إلى أن النظام مسؤول عن ضرب الطبقة الوسطى في المجتمع السوري لصالح شبكته البيروقراطية العسكرية والأمنية والسياسية، التي تمثّل جوهر بنيته.
تجلت معالم “نظام اقتصادي مافيوي”، نتيجة تلك البنية، أدت إلى تحويل 83% من الشعب السوري إلى خط الفقر، مع بقاء سطوة النظام العسكرية والأمنية، وتوسيع أدوات قمعه، التي جذرها الاعتقال والتعذيب حتى الموت، او الخطف وصولاً إلى القتل وحصار المدن وتدميرها.
الوحدة الوطنية “السلاح الأمضى”
أدرك السوريون أن الوحدة الوطنية هي سلاحهم الأمضى في مواجهة مشاريع التقسيم، حسبما قال عضو المكتب السياسي لحزب العمل الشيوعي، عبد القهار السعود.
وباعتقاد السعود فإن هذه الوحدة يمكن استعادتها، وتجسيدها واقعيًا في الظروف الاستثنائية، التي تمر بها بلادنا اليوم، من خلال مؤتمر وطني عام برعاية الأمم المتحدة، “مؤتمر يمثل بكيفية صحيحة كل القوى الفاعلة والحية لكل شرائح المجتمع السوري”.
ويرى السعود ضرورة العمل الجاد في توحيد عمل التيارات، التي تتقاطع حول برنامج مرحلي وطني ديمقراطي تحرري، وهو ما يمثل “ضمانة أكيدة” لتحقيق أهداف المشروع الوطني الديمقراطي الموحد.
لكن السعود اعتبر أن الدعوة المعلن عنها لعقد مؤتمر “برلين”، في 17 نيسان المقبل، والذي يرفع شعار “استعادة القرار السوري المستقل”، لا تتعدى كونها “دعوة لتحقيق أجندات إقليمية ودولية لبعض الدول المتواجدة على الأرض السورية”.
وأشار السعود إلى أن مراقبة السلوكيات السياسية لبعض الأشخاص الداعين لعقد المؤتمر، “يخلط الشك باليقين ويرسخ القناعة بأن هدف هذا المؤتمر هو مزيد من التشرذم والتفتيت”.
الصراع على “هيئة التفاوض”
خضعت “هيئة التفاوض”، التي انبثقت عام 2015 للإشراف على العملية التفاوضية مع النظام السوري، لتجديد أعضائها من المستقلين، في النسخة الثالثة من مؤتمر الرياض في 27 و28 كانون الأول من العام الماضي.
واعتبر عضو المكتب التنفيذي لـ “هيئة التنسيق الوطنية المعارضة” أن استبدال المستقلين في الهيئة جاء على أرضية النظام الداخلي، مع إمكانية استثمار تلك الخطوة من قبل بعض الدول الإقليمية، “لتعديل نسبة التصويت” داخل الهيئة.
ويعتقد السعود أن قضية استقلال القرار في هيئة المفاوضات خاضعة للصراع، الذي أصبح على أشده بين قطر والسعودية، وبين مصر وتركيا، إلا أن منحى الهيئة العام هدف للابتعاد عن الصراعات الإقليمية والمحلية وإنجاح الكيان التفاوضي والعملية التفاوضية، وصد محاولات احتوائها بعد مؤتمري الرياض، الأول والثاني.
وتستهدف المؤتمرات الجامعة لقوى المعارضة، تشكيل منصات سياسية جديدة لـ “تخريب هيئة التفاوض”، حسب رأي مدير المكتب السياسي لحزب العمل الشيوعي، عبد القهار السعود، مضيفًا أن هنالك مؤتمرات عقدت في الفترة ذاتها، كانت تدعو إلى علمنة الدولة السورية، وفصل الدين عن الدولة، وهذا “مطلب محق”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :