تنتظر مدينة إدلب وريفها في الشمال السوري مصيرها وفق نتائج التفاهمات التركية- الروسية، خاصة في ظل تهديدات تركيا بشن عملية عسكرية واسعة في حال لم تنسحب قوات النظام خلف نقاط المراقبة التركية.
وشهدت الساعات الماضية عدة مؤشرات تدل على عزم تركيا تنفيذ تهديدها في إدلب، وهو ما دل على فشل المباحثات بين الطرفين خلال اجتماع نائب وزير الخارجية التركي، السفير سادات أونال، مع نائب وزير الخارجية الروسي، السفير سيرغي فيرشينين، وألكسندر لافرنتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا.
ولم تعلن تركيا عن نتائج الاجتماع، الذي جرى السبت الماضي، وأعلنت أن الوفدين قررا عقد مباحثات أخرى خلال الأسابيع المقبلة.
ومن المتوقع أن تنتظر تركيا انتهاء المهلة التي حددها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لقوات بالنظام بالانسحاب حتى نهاية شباط الحالي، وسط عزمها على شن عملية عسكرية في حال لم يلتزم النظام، تمثلت مؤشرات قرب تنفيذها بـ:
تصريحات المسؤولين
صدرت خلال الساعات الماضية تصريحات من قبل مسؤولين أتراك تلمح إلى إمكانية شن عملية عسكرية، إذ أكد وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، أن لدى بلاده خططًا سيتم تطبيقها في إدلب، قائلًا “إذا لم يلتزم النظام بالمهلة المحددة حتى نهاية شباط الحالي، فسنبطق الخطة (ب) والخطة (ج)”.
وعند سؤاله حول ماذا يقصد بالخطة “ب” والخطة “ج”، قال إنهم في السابق تحدثوا مع شركائهم (يقصد أمريكا) بشأن إبعاد من وصفهم بـ“الإرهابيين” عن الحدود التركية.
وأوضح أنه عندما لم يتم الرد على طلبهم، نفذ الجيش التركي عمليات “درع الفرات” في ريف حلب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، و”غصن الزيتون” في ريف حلب و”نبع السلام” بريف الحسكة، ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، التي تعتبر العمود الفقري لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وتدل تصريحات آكار على إمكانية تنفيذ العملية العسكرية حتى دون موافقة روسيا التي تعتبر الضامن في محادثات “أستانة”، على غرار رفض الأمريكيين العملية العسكرية التركية في ريف حلب وشرق الفرات.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول تركي وصفته بـ”البارز” قوله إن تركيا أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محافظة إدلب، مؤكدًا أن ”جميع الخيارات مطروحة على الطاولة”.
استمرار دخول الأرتال العسكرية
وعلى الجانب العسكري، لم تتوقف الأرتال العسكرية التركية محملة بالآليات الثقيلة والدبابات عن الدخول إلى إدلب، منذ تهديد الرئيس التركي بشن عملية عسكرية.
وأحدث هذه الأرتال كان فجر اليوم، الاثنين 10 من شباط، من معبر باب الهوى باتجاه إدلب، ويضم مدرعات ودبابات.
كما دخل، السبت الماضي، أكبر رتل ويضم 300 مركبة عسكرية، بحسب المسؤول التركي الذي نقلت عنه “رويترز”، والذي أكد أن العدد الإجمالي وصل إلى نحو ألف مركبة خلال شباط الحالي.
كما أكد إرسال دعم كبير بالجنود والعتاد العسكري إلى إدلب في الأسابيع القليلة الماضية، مشيرًا إلى “تعزيز مواقع المراقبة بالكامل، وتدعيم جبهة إدلب”.
ولم تعلن أنقرة بشكل رسمي عدد جنودها وآلياتها العسكرية في إدلب، في حين تدور تحليلات حول الهدف من إرسال هذه الأرتال العسكرية الكبيرة.
رفع جاهزية الفصائل
وإلى جانب ذلك، طلبت تركيا من فصائل المعارضة السورية رفع الجاهزية العسكرية، بحسب ما أكده قيادي في الجيش الحر لعنب بلدي، اليوم.
وأكد القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن تركيا طلبت من الفصائل كافة رفع الجاهزية، وسط حديث عن إمكانية شن عمل عسكري لاسترجاع عدة مناطق سيطرت عليها قوات النظام في ريف إدلب.
وأكد القيادي أن الفصائل تنتظر “ساعة الصفر” لانطلاق العملية، التي ستكون بقيادة “الجيش الوطني” بشكل كامل، بعيدًا عن “هيئة تحرير الشام”.
–