أعدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرًا مفصلًا، الأحد 21 حزيران، استعرضت فيه أبرز الانتهاكات التي تعرض لها الفنانون السوريون منذ بدء الحراك السلمي ضد نظام بشار الأسد في آذار 2011، وحتى حزيران الجاري.
التقرير المكون من خمسين صفحة، تناول ثلاثة محاور رئيسية: القتل خارج نطاق القانون، الاعتقال أو الخطف، تهديد وملاحقة. مبينًا أن أبرز الانتهاكات حصلت على يد قوات الأسد، لاسيما بين عامي 2011 و2012، أي في مطلع الثورة السورية، نظرًا للمواقف السياسية التي اتخذها عدد منهم ووقوفهم مع الشعب في انتفاضاته.
وقتلت قوات الأسد 14 فنانًا، منذ مطلع الثورة، أبرزهم المخرج السينمائي باسل شحادة، والذي قضى جراء قصف مدفعي على حي باب سباع في مدينة حمص في 28 أيار 2012، وكان قد اعتقل أربعة أيام من قبل القوات الأمنية في مظاهرة المثقفين بحي الميدان الدمشقي في تموز 2011.
الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، اعتقلت واختطفت نحو 50 فنانًا سوريًا خلال الأعوام الماضية، منهم كان اعتقاله لأيام فقط، كحال المشاركين في مظاهرة المثقفين في دمشق، وآخرين تعرضوا للاختطاف والضرب المبرح، أبرزهم فنان الكاريكاتير العالمي علي فرزات الذي تعرض للاختطاف والضرب من قبل قوات الأسد في 25 آب 2011، ما اضطره لمغادرة البلاد.
9 فنانين لايزالون حتى الآن قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري، أبرزهم الفنانة سمر كوكش المعتقلة في تشرين الثاني 2013 وحكم عليها بالسجن خمسة أعوام بتهمة تمويل الإرهاب، إضافة إلى الفنانين زكي كورديللو وابنه مهيار، واعتقلا من منزلهما في حي دمر بمدينة دمشق بتاريخ 11 آب 2011.
تنظيم الدولة كان حاضرًا في الانتهاكات ضد الفنانين ولاسيما اختطاف الفنان عبد الوهاب الملا (أبو صطيف) من مدينة حلب في تشرين الثاني 2013، ولا يزال مصيره غامضًا حتى اللحظة.
في حين سجلت انتهاكات لفصائل المعارضة وجبهة النصرة، أبرزها مقتل عدد من الفنانين السوريين إثر القذائف العشوائية على مدينة دمشق وضواحيها، وحالات اختطاف واعتقال طالت عدد منهم خلال الأعوام الماضية.
في ظل هذه المعطيات، واستمرار نظام الأسد في حربه المفتوحة ضد الشعب السوري، وظهور قوى وميليشيات طائفية جديدة على الساحة، اضطر معظم فناني سوريا إلى الخروج عنها والهجرة نحو بلدان أكثر أمنًا ليكملوا رسالتهم الفنية من مناطق لجوئهم.