استمرت قوات النظام والحليف الروسي في التقدم البري على أرياف حلب وإدلب، وسيطرت على عدة مناطق استراتيجية كان آخرها تل العيس بريف حلب الجنوبي أمس، السبت 8 من شباط.
ومنذ 2015 توجهت أنظار الجيش السوري، مدعومًا بالميليشيات الإيرانية و”حزب الله” اللبناني إلى تل العيس، باعتباره مفتاح السيطرة على مدينة حلب عبر الريف الجنوبي، والسيطرة ناريًا على الطريق الدولي دمشق حلب “M5″، والوصول إلى قريتي كفريا والفوعة اللتين تقطنهما أغلبية من الطائفة الشيعية، وحوصرتا من قبل قوات المعارضة سابقًا.
ونجحت قوات النظام في تشرين الثاني 2015 باستعادة السيطرة على تل العيس من قبضة فصائل، بعد معارك عنيفة خاصة مع فصائل “جند الأقصى” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” المنضوية ضمن “الجبهة الوطنية للتحرير” حاليًا، و”جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام حاليًا بعد اندماج عدد من الفصائل).
وفي نيسان 2016 سيطرت فصائل معارضة (جبهة النصرة وفيلق الشام وجيش الإسلام وأحرار الشام وتجمع أجناد الشام) على تل العيس، بعد معارك عنيفة ضد قوات النظام السوري والميليشيات التابعة لإيران، تضمنت المعركة تفجير عربات مفخخة ضمن مواقع قوات النظام.
نقطة تركية في العيس
حظي تل العيس بأهمية كبيرة للأتراك بعد نشر نقاط المراقبة التركية في منطقة خفض التصعيد، الذي نتج عن محادثات “أستانة”، وعملت تركيا بموجبه على تشكيل 12 نقطة مراقبة في إدلب وريف حلب المجاور، ووضعت نقطة المراقبة في تل العيس في شباط 2018.
وتعتبر المنطقة من أعلى المرتفعات في ريف حلب الجنوبي، وتتوسط ثلاث تلال بينها تلتي السيرياتل والإيكاردا.
ويشرف بشكل كامل على المناطق المحيطة به، ويكشف الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب.
وكانت سيطرة أي طرف عسكري على التل تعني تجميد خطوط الجبهات المحيطة، عن طريق استهدافها سواء بالمدفعية الثقيلة أو الرشاشات، إضافة إلى قربه من مطار تفتناز الخاضع لسيطرة قوات المعارضة حاليًا.
لكن رغم وجود نقطة المراقبة تقدمت قوات النظام أمس إلى بلدة العيس، وسيطرت عليها كما تقدمت نحو الطريق الدولي دمشق حلب، وسيطرت خلال الأيام الماضية على مدينة سراقب، بعد الحملة العسكرية التي أطلقتها منذ منتصف كانون الثاني الماضي، رغم اتفاق “التهدئة” الموقع بين روسيا وتركيا.