سيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي على بلدة العيس وتلتها في ريف حلب الجنوبي.
ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أمس، السبت 8 من شباط، أن “وحدات الجيش” المتقدمة من ريف حلب، التقت مع الوحدات المتقدمة من ريف إدلب الشرقي في محيط تل العيس.
وأوضحت “سانا” أن قوات النظام السوري سيطرت على قرى وبلدات عديدة في ريف إدلب الشرقي وحلب الجنوبي: كوسنيا، تل باجر، رسم الصهريج، وبانص، ورسم العيس، الشيخ أحمد، أبو كنسة، وجب كاس، أم عتبة، وصولًا إلى قرية العيس وتلة العيس.
تل العيس
تقع بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي، وفي منطقة متوسطة بين محافظتي إدلب وحلب، وتعتبر نقطة استراتيجية بسبب قربها من الطريق الدولي دمشق- حلب (M5).
شهد تل العيس الموجود في البلدة معارك عدة للسيطرة عليه ما بين قوات المعارضة السورية، وقوات النظام السوري، إلى أن سيطرت عليه المعارضة في 2 نيسان 2016.
وفتح معبر العيس في نيسان عام 2018، والذي كان حينها أول نقطة تصل مناطق النظام بالمعارضة، بعد سيطرة “هيئة تحرير الشام” عليه، بعد خسارتها لمناطق واسعة من ريف حلب الجنوبي، امتدادًا للريف الشرقي من إدلب.
ويقع المعبر في ريف حلب الجنوبي بين منطقة العيس والحاضر.
وكانت الحركة التجارية خلاله فعالة بتمرير المواد الغذائية والمنتجات الزراعية إلى مناطق النظام، لتكون العائدات المالية بقسم منها إلى “حكومة الإنقاذ” والآخر للأمور العسكرية.
وأنشأ الجيش التركي نقطة مراقبة في تل العيس، في 5 من شباط عام 2018، فيما اعتبر بالنقطة الرابعة له بعد اتفاق “تخفيف التوتر”، الذي انضمت له محافظة إدلب، في تشرين الأول من ذات العام، بعد سلسلة تصريحات تركية أكدت أنها تجاوزت سوء التواصل فيما يخص نشر نقاط المراقبة المتفق عليها.
وتحظى تلة العيس بأهمية “استراتيجية” كبيرة، وخاصةً لدى إيران التي تعتبر مدينة حلب وريفها الغربي والجنوبي من أبرز الأهداف العسكرية لها في سوريا.
وسبق أن لخصت عنب بلدي أهمية تلة العيس في عدة نقاط أبرزها:
– تعتبر من أعلى المرتفعات في ريف حلب الجنوبي، وتتوسط في موقعها بين ثلاث تلال بينها تلة السيرياتل.
– يحيط بها من الغرب منطقة الإيكاردا، والبرقوم من الشمال الغربي، ومنطقة بانص وحوير العيس من المنطقة الجنوبية، بينما تقع في جهتها الشمالية قرية برنة.
– تشرف بشكل كامل على المناطق المحيطة بها سواء في نفوذ قوات الأسد أو فصائل المعارضة، وتكشف على نحو كامل الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب.
– تمكّن أي طرف عسكري يسيطر عليها من تجميد خطوط الجبهات المحيطة، عن طريق استهدافها سواء بالمدفعية الثقيلة أو الرشاشات.
– سيطرت عليها فصائل المعارضة في نيسان 2016، بعد هجوم شارك فيه كل من “جند الأقصى” سابقًا، “جبهة النصرة”، “جبهة أنصار الدين”.
– بعد السيطرة عليها تحولت عمليات قوات النظام والميليشيات الإيرانية في محيطها من مرحلة الهجوم إلى مرحلة الدفاع.
– تتركز الأعمال العسكرية من جانب نفوذ قوات النظام في محيطها في كل من “حركة النجباء العراقية”، و”حزب الله اللبناني”، و”الحرس الثوري الإيراني”.
واستمر التصعيد العسكري في ريف حلب الغربي، في ظل معركة عسكرية، تسعى قوات النظام من خلالها إلى التقدم في المنطقة، بالتزامن مع عملية أخرى في ريف إدلب، منذ منتصف الشهر الماضي، رغم اتفاق “التهدئة” الروسي- التركي في منطقة خفض التصعيد، الذي نص على وقف إطلاق النار منذ 12 من كانون الثاني الماضي.
وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، مارتا هورتادو، في 7 من شباط الحالي، “إننا نشعر بقلق عميق إزاء الزيادة الحادة في الأعمال العدائية جنوبي وشرقي إدلب، وفي غربي وجنوبي حلب، وندين التجاهل الصارخ لحماية المدنيين، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرات المدنيين وتشريد مئات الآلاف”.