قرآن من أجل الثّورة 34

  • 2012/10/14
  • 8:39 م

خورشيد محمد –  الحراك السّلمي السّوري

لا شعب مختار

لا يوجد شعب عظيم أو عرق مختار، كما لا توجد طائفة تملك صك غفران!!! كلّ نفس بما كسبت رهينة، لن يفكّ رهانك سوى عملك، حتى لو كان أبوك الرسول عليه الصلاة والسلام، «يا فاطمة بنت محمّد لا أغني عنك من الله شيئًا» وكلّ ما عدا ذلك دعوات جاهلية نتنة لا خير فيها، وما هي إلا أماني كاذبة وتدليس. يقول الله تعالى {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} (سورة النساء، 123).

كثيرًا ما تأمّلت وتساءلت لماذا قدّم الله المنّ على الاستكثار {ولا تمنن تستكثر} (سورة المدثر، 6) وكأنّ الأولى «لا تستكثر عملك فتمنّه على الآخرين»… لكنّ المنّة تبدأ داخلية وهي التي تشير إليها الآية هنا، أي حاول أن تعالج إحساسك المتورّم أنّك قدّمت شيئًا خارقًا للناس والمجتمع ومن ثمّ عليهم شكرك وتقديرك، فهذا الشعور يرافقه الاستكثار، وكلمة الاستكثار تعني تجمّد العمل وتوقف الإنتاج وموت الشخص {ولربّك فاصبر} (سورة المدثر، 7). الأمر الآخر أنّه إذا تخلّصت من خُلُق المنّ الداخلي وانعتقت من عقال الاستكثار فلا بدّ أن تنظر إلى العمل «خدمة الثورة والثوار» وتتساءل: هل أستطيع أن ألبّي هذه الحاجة دون أن أمنّ الخدمة ولو بعد حين؟. إذا كان الجواب نعم فامض على بركة الله وإن كان الجواب عدم قدرتك على القيام بالفعل فالأفضل أن تقول لصاحب الحاجة قولاً معروفًا من اعتذار صادق وتوضيح للأسباب، عندها سيجهل عليك صاحب الحاجة ويصفك بكل الصفات القبيحة من متخاذل وجبان وخائن…إلخ، لا بأس، اغفر له فذلك خير من صدقة قمت بها بسيف الحياء أو مدفوعاً بحمية الجاهلية، حتى إذا رفع ذلك السيف وبردت تلك الحمية أتبعت صدقتك بأذيّة الناس فبطلت. {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} (سورة البقرة، 263)

مقالات متعلقة

فكر وأدب

المزيد من فكر وأدب