طلاب سوريون عالقون في الجامعات التركية

  • 2020/02/09
  • 10:27 ص

طلاب سوريون يتعلمون اللغة التركية (YTB)

عنب بلدي – أويس عقاد

“درست في الجامعة التركية خمس سنوات، ولكن عندما توجهت للحصول على وثيقة التخرج، فاجأني الموظف المسؤول بأنه يجب علي تقديم مادة اختيارية في الفصل المقبل”، تقول شمس أحمد، وهي طالبة سورية تدرس الصيدلة في جامعة “حجة تبة” بأنقرة، متحدثة عن ضبابية في نظام التعليم منعتها من التخرج.

فهم ملتبس للأنظمة

دخلت شمس الجامعة في العام 2014، عن طريق فحص “SAT“، واستمرت بالدراسة حتى العام الحالي، وتوضح لعنب بلدي أنها استفسرت من شؤون الطلبة عن وضعها قبل الفصل النهائي، وأخبروها أن بإمكانها التخرج بالمواد التي ستقدمها، ولكن بعد تقديم الامتحانات فوجئت بمادة جديدة يجب تقديمها في الفصل المقبل تحول دون التخرج، رغم أن معدلها “جيد” يؤهلها للتخرج.

حالة شمس تتقاطع مع كثير من حالات الطلاب السوريين في الجامعات التركية، الذين تقف بوجههم عوامل أبرزها التعامل بعنصرية من قبل بعض الطلاب أو المدرّسين، وجهلهم بمعايير التخرج المتبعة في أنظمة الجامعات.

وكما تحمّل الطالبة مسؤولية ما حصل لشؤون الطلاب الذين لم يُنبهوها لوضعها بصورة أوضح، حمّلت نفسها أيضًا المسؤولية لعدم احتكاكها المستمر مع شؤون الطلاب وبقية الطلبة الذين يفهمون النظام الجامعي بشكل دقيق، داعية الطلاب الآخرين ليزيدوا احتكاكهم مع الطلاب، وألا يخجلوا من مراجعة شؤون الطلاب بشكل متكرر.

بدل الصداقة.. عنصرية

الطالب محمد الجندية الذي يدرس الاقتصاد في جامعة “رجب طيب أردوغان”، يعتبر أن سبب عدم تخرجه من الجامعة حتى الآن ناتج عن عدم تقبله في الجامعة، بعد قبوله فيها عام 2015 باجتيازه فحص الطلاب الأجانب (Yös).

“بدأت الدراسة بطريقة طبيعية ولم أكن أعاني أي مشكلة في اللغة”، يقول محمد، موضحًا، “مشكلتي الرئيسة في عدم تخرجي العام الماضي هي المواقف المحبطة التي تعرضت لها خلال سنوات دراستي في الجامعة من قبل الطلاب والدكاترة. تشعر نفسك وحيدًا داخل الكلية لا تتلقى السلام من أي طالب، وعندما تطلب منهم شيئًا يرفض الطلاب التعاون بحجة أنك أجنبي”.

ويضرب مثالًا بسيطًا بأنه مُنع من دخول مجموعة الطلاب في “واتساب”، التي يناقشون فيها همومهم والمعلومات حول المحاضرات، فقط لأنه أجنبي.

ويضيف الطالب السوري أن بعض الدكاترة يتعاملون بـ”طريقة سيئة” بسبب الأحداث السياسية في البلاد، خاصة عندما يتعلق الحدث بما يجري في سوريا، كالعمليات في عفرين أو شرق الفرات، أو عندما تكون برامج الأحزاب في الانتخابات الداخلية في تركيا قائمة على طرق التعاطي مع مسألة اللاجئين السوريين، وتحميل الطلاب جزءًا من خسارة حزب أو تقدم آخر.

ما الحلول؟

وفي بحث أكاديمي أجراه مركز أبحاث سياسات اسطنبول (IPC) التابع لجامعة “سابانجي” التركية تحت اسم “فرص السوريين في التعليم العالي في تركيا”، نُشر في آذار 2018، ناقشت الباحثة ويبكي هوهبرغر مع دكاترة جامعيين وطلاب سوريين إيجابيات وسلبيات تواجه الطلاب السوريين في الجامعات.

وخلص البحث إلى عدة توصيات لتحسين ظروف الطلاب السوريين في الجامعات التركية، من أبرزها دعوة لتحسين مهارات الأساتذة التعليمية بانتظام وتأهيلهم للتعامل مع ثقافات مختلفة، وفهم التحديات التي يواجهها الطلاب السوريون والمواطنون الآخرون الذين فروا من الحروب والكوارث المختلفة.

ودعا الجامعات لـ“رفع الوعي بأهمية تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل في الحرم الجامعي”.

كما تضمنت التوصيات دعوة لأن يركز الخطاب العام الذي يشكله السياسيون ووسائل الإعلام تجاه السوريين على توفير بيانات ومعلومات تفصيلية حول السياسات والتشريعات التي تدعم وصول السوريين إلى التعليم العالي، لتجنب انتشار الإشاعات حول الفوائد التي يتلقاها السوريون، وهو ما يعزز جوًا من القبول والتوافق داخل المجتمع التركي.

وأظهرت بيانات موقع وزارة التعليم التركية زيادة في عدد الطلاب السوريين المقبولين في الجامعات خلال السنوات الست الأخيرة، ففي العام الدراسي 2013-2014 قُبل في الجامعات التركية ألف و785 طالبًا فقط، أما في العام الدراسي الماضي 2018-2019 فقُبل 27 ألفًا و34 طالبًا سوريًا في مختلف الجامعات التركية.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع