العملية التعليمية تتراجع في مناطق “التسويات” بمحافظة القنيطرة
عنب بلدي – القنيطرة
تشهد العملية التعليمية تراجعًا في المناطق التي شهدت عمليات “تسوية” مع النظام السوري في محافظة القنيطرة، جنوبي البلاد. ووفق عدة مصادر من القنيطرة تحدثت لعنب بلدي، فإن النظام يتبع سياسة العقاب بحق المناطق التي كانت خارجة عن سيطرته في المحافظة.
وأشارت المصادر إلى قيام مؤسسات النظام بحرمان مناطق “التسويات” من المستلزمات والكوادر التعليمية.
سيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي على محافظتي درعا والقنيطرة في تموز 2018، بموجب اتفاق “التسوية”، بعد أيام من قصف وتعزيزات عسكرية أجبرت المعارضة على المغادرة إلى الشمال السوري.
وذكر معلم في إحدى القرى التي سيطر عليها النظام في القنيطرة (فضل عدم ذكر اسمه) لعنب بلدي، أن عدد الطلاب في القرية بلغ ألف طالب من جميع المراحل، في ظل عدم وجود مقاعد دراسية.
ولفت إلى وجود نقص في مدرّسي المواد العلمية كالعلوم، واللغة الإنجليزية والفرنسية.
وأوضح أن أغلبية المعلمين الحاليين هم وكلاء ليست لديهم شهادات جامعية أو اختصاص، مشيرًا إلى أن الأغلبية العظمى منهم من النساء، حيث لا وجود للشباب بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة.
وأشار المعلم إلى وجود سببين يمنعان وجود ذكور في العملية التعليمية في القنيطرة، إما الهجرة خوفًا من الالتحاق بصفوف قوات النظام، أو أن يكون الشاب متواريًا عن الأنظار بسبب مذكرة اعتقال بحقه، صادرة من أحد الفروع الأمنية التي عادت إلى نشاطها في مناطق “التسويات”.
وكانت مديرية التربية التابعة للنظام في محافظة القنيطرة أحصت، في تشرين الأول 2018، وجود 93 مدرسة متضررة نتيجة المعارك، من أصل 246 مدرسة لجميع المراحل التعليمية، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأوضحت حينها أن عدد الطلاب في القنيطرة بلغ 74 ألف طالب وطالبة للتعليم الأساسي، و13 ألف طالب وطالبة للتعليم الثانوي، و2600 طالب للتعليم المهني.
تسرّب من المدارس
أكد المعلم الذي تحدث لعنب بلدي، أن أعداد الطلاب في القنيطرة في تراجع، بسبب سوء الحالة التعليمية الذي يتسبب به النظام، إضافة إلى عدم تأقلم الطلاب مع وجود النظام السوري في مناطق ظلت لسنوات خاضعة للمعارضة، وفق قوله.
وفي هذا الإطار قال علي (اسم مستعار) وهو والد أحد الطلاب في القنيطرة، إنه قد ضاع عام دراسي كامل أو عامان على عدد كبير من الطلاب الذين كانوا يعيشون في “بيئات الثورة” بالقنيطرة، موضحًا أن هؤلاء حُرموا من التعليم بشكل نهائي بسبب ظروف القصف المتواصل والظروف الأمنية وظروف الحصار، قبل سيطرة النظام على القنيطرة.
وأضاف، “القصف توقف، لكن النظام يسعى الآن إلى إفشال التعليم، عبر عدم تقديم الدعم للمدارس من كتب ومقاعد وتدفئة وكادر مختص”.
وبالنسبة للطلاب، أوضح علي أنهم غير راغبين بالتعلم بعد الانقطاع والحروب التي شاهدوها، وهم بحاجة إلى دعم نفسي واهتمام أكبر، وهذا الشيء الذي لا يسعى النظام إلى تقديمه لهم.
وأردف “يعتبر التعليم من أبرز القطاعات التي تقاس عليها أوضاع المجتمعات، و يمثل معيارًا منطقيًا للتقدم والتطور بالحياة، ومنذ انتهاج النظام الحل الأمني العنيف تجاه الحراك الشعبي السوري، كان قطاع التعليم أحد القطاعات التي مورست بحقه أبشع أنواع التدمير الممنهج”.
وكانت وكالة “سانا” قالت إنه تم تخصيص مبلغ 300 مليون ليرة سورية لمديرية التربية في القنيطرة، لصيانة وإصلاح 50 مدرسة للتعليم الأساسي والثانوي.
ولفت علي إلى أن المدارس ما زالت مهمشة في مناطق “التسويات”، مقارنة بالمناطق التي بقيت تحت سيطرة النظام في القنيطرة طوال أيام الحرب.
وأضاف أن أغلبية المدارس في مناطق “التسويات” ما زالت مدمرة، وتفتقر للمدرسين والمختبرات العلمية والمقاعد الدراسية والكتب والتدفئة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :