أهالي ريف حلب يتخوفون من تبعات تصعيد إدلب

  • 2020/02/09
  • 10:40 ص

الدفاع المدني يساعد بانتشال ضحايا من تحت الأنقاض بعد استهداف غارة جوية لبلدة كفرنوران بريف حلب الغربي - 21 من كانون الثاني 2020 (عنب بلدي)

ريف حلب – عاصم ملحم

بعد التصعيد العسكري الأخير في محافظة إدلب وريفها، ومع تسارع الأحداث واستماتة النظام السوري وحلفائه من أجل السيطرة على الطريقين الدوليين دمشق- حلب “M5” واللاذقية- حلب “M4″، وجد الخوف من مصير مشابه مكانًا في المناطق الخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني” السوري المدعوم من تركيا في ريف حلب الشمالي.

رصدت عنب بلدي آراء سكان مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، حول احتمالية انعكاس آثار العملية العسكرية في إدلب على مناطقهم، واستطلعت أسباب مخاوفهم.

محمد الحميد، أحد النازحين في الباب، أبدى تخوفه من احتمالية حدوث موجة نزوج جديدة في المنطقة، إذ لا مكان يمكن أن يذهب إليه، في حال استمر التوتر في إدلب، فبعد أن هُجر قسرًا ونزح، لم يعد مستعدًا لهجرة جديدة، بحسب تعبيره.

وأكد ناشط إعلامي في الباب (تحفظ على نشر اسمه)، أن معظم الناس في المدينة وما حولها ينتابهم الخوف الشديد من العودة لوضع الحرب، لافتًا إلى أن المنطقة ليست مستقرة أساسًا ومصيرها غير واضح المعالم.

الأمر ذاته أشار إليه طالب إدارة الأعمال في جامعة غازي عينتاب التركية قرب مدينة الباب، عبد الباسط الزين، بقوله إن كثيرًا من الناس يسيطر عليهم شعور الترقب والحيرة حول التفاهمات الدولية، والحد الذي سيتوقف عنده النظام السوري وحليفه الروسي.

ويدير مدينة الباب مجلس محلي مدعوم من تركيا، التي نفذت فيها مشاريع خدمية وتعليمية وطبية عدة، ويسيطر عليها “الجيش الوطني” السوري المدعوم من تركيا.

استهدافات سابقة

في 2 من شباط الحالي، استهدفت خمس غارات جوية مدينة الباب شرقي محافظة حلب للمرة الأولى منذ عملية “درع الفرات” التي نفذها “الجيش الوطني” بدعم تركي، ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وانتهت في آذار 2017، مخلفة إصابات طفيفة بين المدنيين وحرائق في المدينة، وفق مسؤول مركز “الدفاع المدني” في مدينة الباب، أسامة الحجار.

وجاءت هذه الغارات بعدما بدأ مقاتلو “الجيش الوطني” معركة أطلقوا عليها اسم “العزم المتوقد”، استهدفوا فيها ثلاث نقاط للنظام السوري على محور تادف بريف المدينة، إلا أنها توقفت بعدة ساعات من البدء فيها، ذلك ما دفع كثيرًا من الناس للشعور بالخوف من تصعيد جديد للطيران الروسي والسوري على المنطقة.

برأي أحد عناصر “الجيش الوطني” (تحفظ على نشر اسمه)، فإن الموقف الهش الذي أبداه الجانب التركي من خلال نقاطه التركية التي لا توقف تقدم جيش النظام السوري وحليفته روسيا، هو أحد الأسباب الرئيسة في خلق حالة الحيرة والقلق تلك.

وتابع العنصر أن خسارة فصائل المعارضة للعديد من المناطق وخاصة الاستراتيجية منها، مثل سراقب ومعرة النعمان دفع الناس “نحو الخوف مما هو قادم”.

رسائل لتركيا

من جانبه، أكد الباحث السياسي السوري عبد الرحمن عبارة، في حديثه لعنب بلدي، أن كل عمل عسكري أو أمني يستهدف ما أُطلق عليها “مناطق درع الفرات” يعتبر رسالة غير مباشرة لتركيا.

ومفاد هذه الرسالة “يتضمن معنيين لا ثالث لهما، الأول هو تحذير أنقرة من مغبة دعمها لفصائل المعارضة في إدلب، وتنبيه لها للمضي بتنفيذ تعهداتها طبقًا لاتفاقية سوتشي الخاصة بإدلب”.

و”الثاني هو تذكير بأن مناطق درع الفرات، كغيرها من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، ليست بمنأى عن أي عمل عسكري لقواته وحلفائه”، وفق عبارة.

ورغم أنه يرى في التحركات والتصريحات الدبلوماسية بين البلدين إشارة إلى رغبة مشتركة في التهدئة، لا يستبعد الباحث وجود رغبة روسية في إعادة جميع المناطق السورية، ومن بينها شمالي حلب، إلى قبضة النظام السوري.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا