بعد تتالي خروقات قوات الأسد للهدنة الموقعة مع فصائل المعارضة في منطقة وادي بردى غربي دمشق، كان آخرها أمس الجمعة باعتقال اللجان الشعبية لأشرفية الوادي امرأة ورجلين من المنطقة؛ قطعت الفصائل المياه عن مدينة دمشق على مرحلتين، في ظل مطالب من نظام الأسد لتفعيل الهدنة مرة جديدة وإعادة المياه إلى العاصمة.
وشهد أمس الجمعة اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين فصائل المعارضة من جهة وقوات الأسد من جهة أخرى، عل محاور “سوق وادي بردى، ثكنة هابيل، والكتيبة الانتحارية” في منطقة وادي بردى، إضافة إلى قطع فصائل المنطقة مياه عين الفيجة عن العاصمة دمشق بشكل جزئي.
وتأتي الاشتباكات ردًا على اعتقال اللجان الشعبية الموالية لقوات الأسد في قرية أشرفية الوادي ظهر أمس لامرأة ورجلين، بالإضافة لإيقاف الإفراج عن دفعة المعتقلات المتفق عليها أمس أيضًا، وتكرار الاعتقالات في صفوف نساء وفتيات المنطقة.
وقال أبو محمد البرداوي، مدير المكتب الإعلامي في وادي بردى، إن “ثوار” المنطقة قطعوا المياه بشكل كامل عن مدينة دمشق ليلة أمس، بعد قطع جزئي تخلله مفاوضات فشلت جميعها حتى الآن، لتصبح دمشق بلا ماء بشكل كلي.
وكشف البرداوي في حديث إلى عنب بلدي، عن جملة مطالب قدمتها فصائل المنطقة لقوات الأسد، بعد طلب الأخيرة العودة إلى الهدنة، أبرزها: “وقف كامل للقصف والقنص على كافة قرى المنطقة وأراضيها الزراعية، ابتداءً من قرية بسيمة وانتهاء بقرية برهليا، ويشمل هذا البند قرية إفرة وطريقها العام، والإفراج الفوري عن جميع معتقلي ومعتقلات وادي بردى الموجودين في سجون النظام دون أية شروط”.
وضمت المطالب السماح بدخول المواد الغذائية والمعيشية بشكل عام، وسحب كافة “دشم ومتاريس” قوات الأسد فوق قرى المنطقة، وانسحاب عناصر الشرطة والدفاع الوطني من بناء الحناوي في قرية بسيمة، إضافة إلى ضرورة المعاملة الحسنة لأهالي المنطقة على حواجز النظام المنتشرة من وادي بردى إلى دمشق.
كذلك “وقف استفزاز الأهالي على الحواجز، والابتعاد الكلي عن اعتقال الحرائر كون هذا الأمر خط أحمر ولا نقاش فيه”، بحسب البرداوي.
يشار إلى أن منطقة وادي بردى تقع شمال غرب العاصمة دمشق، وتضم عدة ينابيع أبرزها عين الفيجة، الذي يعتبر الشريان المغذي لنهر بردى ومصدر الشرب الرئيسي لأبناء دمشق، وتخضع هذه المنطقة لسيطرة فصائل معارضة المتهادنة مع قوات الأسد منذ تشرين الثاني 2014.