جريدة عنب بلدي – العدد 34 – الاحد – 14-10-2012
لا يخفى على المهتمين أن ما ينشر على الإعلام فيما يخص قضايا المجتمع المدني كثيرًا ما يكون مواد جافة، أو موغلة في التنظير وموجهة للنخب فحسب، ويفتقد لعناصر الجذب والتشويق، عدا عن افتقاد كل من الإعلام ومنظمات المجتمع المدني لتفعيل الشراكة ولاسيما ضمن الحالة السورية التي لم نشهد فيها إعلامًا حرًا ملتزمًا بمصالح الجمهور منذ عقود.
وبطبيعة الحال سيميل الجمهور، بحكم اعتماد النظام على تجهيل المجتمع وتسطيح فكره، إلى عنصر الإثارة والتشويق على حساب التحليل والعمق في تذوق أية مادة إعلامية، لذا من الضرورة بمكان أن يتم نشر ثقافة المجتمع المدني عبر طرق مبتكرة تشد انتباه المتلقي، وهذا ما يحيلنا إلى التشبيك والاستفادة من الخبرات والطاقات المتوفرة.
بما أن الصورة تطغى على الإعلام في وقتنا الحالي وتشكل عنصر الجذب الأكبر، فمن الطبيعي أن يهتم بها كل من يحاول الاستفادة من الإعلام في نشر أفكارهم، وبات مهمًا جدًا أن تُستعمَل مقاطع الفيديو وصور الفوتوغراف والبروشورات والغرافيك في التوعية بالمجتمع المدني ودوره في المجتمع، ولا سيما فئة الشباب واليافعين الذين تستهويهم الصورة.
تميل المؤسسات الإعلامية إلى ما يؤمّن لها الأرباح، لهذا يجب ربط المجتمع المدني بالمصالح الحيوية لكافة الجهات التي تتداخل معها في العمل، وبالأخص الجهات الإعلامية التي لها دور هام في الحشد والمناصرة ومن الضرورة بمكان إنجاز التحالفات بين منظمات المجتمع المدني وبين المؤسسات الإعلامية الفاعلة، بهدف تسريع عملية ترميم المجتمع المدني في سوريا للعمل على المساهمة في التوعية وردم الفجوة الناشئة عن الاستبداد وآثاره الكارثية.
في سوريا وضمن الوضع الحالي، يُفعّل الإعلام، لاسيما الثوري، عبر جهود تطوعية، كما تفتقد المنظمات المدنية الناشئة إلى استراتيجيات إعلامية مستدامة – بحكم الظرف- لذلك يتوجب على كلا الطرفين تشبيك الجهود لرفع سوية الوعي المدني وتهيئة الظروف المناسبة كي يلعب المجتمع المدني دورة الفعال .