لا يتوقف تأثير انتشار فايروس كورونا في الصين على القطاع الصحي، بل يمتد تأثير المرض إلى الاقتصاد الصيني أيضًا، إذ تدور نقاشات واسعة حول الخسائر المتوقعة للصين جراء انتشار الفايروس.
وانتشر الفايروس في مقاطعة “ووهان” الصينية منذ شهر كانون الثاني الماضي، وهو ما دفع السلطات الصينية إلى فرض حظر حول المدينة، كما أعلنت عدة دول حول العالم، منها ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة عن إصابة مواطنين فيها بفايروس كورونا.
وارتفع عدد الوفيات بالفايروس إلى 259 شخصًا حول العالم.
واعتبرت قناة “CNN” الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني، أنه لا يمكن تقدير الخسائر المتوقعة حاليًا، إلا أنها نقلت عن مصادر صينية قولها إنه من المتوقع انخفاض النمو في الصين بمعدل نقطتين خلال الربع الأول من العام الحالي 2020، وهذا ما يعني خسائر تقدر بـ62 مليار دولار.
وأشارت القناة في تقريرها المنشور، في 31 من كانون الثاني، أن الصين “لن تحتمل هذا النوع من التراجع، خاصةً مع نمو هو الأضعف منذ 30 عامًا”.
بالإضافة لما سبق، هناك تحديات أخرى أمام الصين تتمثل بعدم قدرتها على شراء منتجات أمريكية بقيمة 200 مليار دولار، اتفقت على شرائها مسبقًا مع الولايات المتحدة الأمريكية، بالترافق مع انخفاض القوة الشرائية للبلاد.
كما قالت القناة في تقريرها إن بكين تسعى بكل قوتها لمنع الفايروس من “تفكيك اقتصادها”، مضيفةً أن الحكومة الصينية خصصت أكثر من 12 مليار دولار للإنفاق على الصحة والمعدات الطبية.
وخفضت البنوك الكبرى في الصين أسعار الفائدة للشركات الصغيرة والأفراد في المناطق الأكثر تضررًا من انتشار الفايروس، كما نقلت القناة عن الخبير الاقتصادي الصيني تشانغ مينغ، توقعاته بتراجع النمو الاقتصادي بنسبة 5% للربع الأول، معتبرًا أن هذا السيناريو هو الأكثر تفاؤلًا.
وخلص تقرير القناة إلى نتيجة مفادها اضطرار الصين لخفض الضرائب وزيادة الإنفاق وخفض أسعار الفائدة.
من جهتها، ذكرت صحيفة “THE TIMES” البريطانية، في 31 من كانون الثاني، أن أزمة فيروس “سارس” في عام 2008، قلصت الناتج المحلي الإجمالي في الصين بنسبة 1%، مشيرةً إلى أن التأثر المتوقع لكورونا على الاقتصاد الصيني سيؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، مع استيراد الهند واليابان والولايات المتحدة الأمريكية، للسلع من الصين أكثر من أي بلد آخر، وهو ما أكدته الـ”CNN” في تقريرها أيضًا.
وأشارت صحيفة “THE TIMES” إلى أن القطاعات التي ستتأثر تشمل السياحة والسفر والتجارة والخدمات.
وقالت إن شوارع مدن كبرى كبكين وشانغهاي، وهي مدن كبرى، فارغة تقريبًا، في حين تكون المطاعم الشوارع ممتلئة للغاية في الوضع الاعتيادي، نتيجة الخوف الذي انتشر بين الناس التي فضلت البقاء في المنازل.
في حين قالت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” عبر موقعها الإلكتروني، اليوم 2 من شباط، إن الصين ستضخ مليارات الدولارات في اقتصادها، خوفًا من تباطؤ النمو.
ونقلت الهيئة عن البنك المركزي الصيني (البنك الحكومي الرئيسي في البلاد)، عزمه ضخ ما يقارب 22 مليار دولار غدًا الإثنين للمساعدة في حماية الإقتصاد الصيني.
واعتبر البنك أن هذه الخطوة من شأنها أن تضمن وجود سيولة كافية في النظام المصرفي.
ونشر الموقع توقعات الخبراء الاقتصاديين حول الضرر الذي سيلحق بالاقتصاد والنمو الصينيين نتيجة كورونا، مع إقفال عدد من المصانع لإنتاجها، مشيرةً إلى تباطؤ النمو منذ العام الماضي بسبب الحرب التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية، فيما اعتبر الخبير الاقتصادي جورج ماغنوس، في حديثه مع الهيئة، أن “حجم ضخ البنك المركزي يعكس مخاوف السياسيين من وضع الاقتصاد”.
من جهتها قالت صحيفة “THE GUARDIAN” إن الفايروس سيكبح الاقتصاد العالمي ككل، بسبب إغلاق آلاف المصانع لأبوابها، كما نقلت الصحيفة عن مسؤول صيني لم تسمه، قوله إن الفايروس سيزيد من الأضرار التي منيت بها الصين جراء الحرب التجارية.
وأشارت الصحيفة إلى صعوبة تقدير الخسائر الاقتصادية حاليًا، إلا أنها ذكرت بتأثر فايروس “السارس” والذي كلف الاقتصاد العالمي بين 30 إلى 100 مليار دولار.