ثلاثة أحداث تؤكد تضارب المصالح الروسية- التركية في سوريا
شهدت الساحة السورية خلال الأيام الماضية أحداث ميدانية وتصريحات سياسية، دللت على وجود تضارب في المصالح الروسية التركية على الأرض السورية.
وكشفت هذه الأحداث الغطاء عن وجود خلاف بين أنقرة وموسكو بشأن شكل ومستقبل المنطقة المتبقية بيد المعارضة في الشمال السوري.
تهديد أردوغان بالقوة العسكرية
كان تصريح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي حمل تهديدًا ووعيدًا لقوات النظام السوري، المستمرة في أعمالها العسكرية في إدلب، هو الإشارة الأولى على ظهور الخلاف بين روسيا وتركيا.
وهدد أردوغان، في 31 من كانون الثاني الماضي، باستخدام القوة العسكرية في سوريا من أجل “إرساء الاستقرار”، وخاصة في محافظة إدلب.
وأضاف أن بلاده لن تتردد في القيام بكل ما يلزم إزاء ذلك، بما يشمل استخدام القوة العسكرية.
ويأتي تهديد أردوغان في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة عمليات القصف والهجمات التي يشنها النظام بدعم روسي على ريفي إدلب وحلب.
ويحاول النظام السيطرة على مدينة سراقب بريف إدلب الجنوبي، بعد سيطرته قبل أيام على مدينة معرة النعمان “الاستراتيجية”.
ويرمي النظام من محاولاته هذه إلى فرض سيطرته بشكل كامل على طريق”M5″ الدولي.
وتُرجم تهديد الرئيس التركي، من خلال تعزيز وجوده على الطريق الدولي “M5” عند مدينة سراقب، حيث أنشأ فيها ثلاث نقاط مراقبة، كان آخرها أمس السبت، في الجهة الشرقية من المدينة.
إضافة إلى دفع تركيا بتعزيزات عسكرية إلى نقاط مراقبتها في منطقة “خفض التصعيد” في إدلب، حيث دخلت، اليوم، الأحد 2 من شباط، ثلاثة أرتال من الجيش التركي عبر الحدود السورية، تضم عدد كبير من الآليات والمعدات العسكرية، وفق مراسل عنب بلدي في إدلب.
ولفت المراسل إلى أنها توجهت نحو ريف حلب الجنوبي مرورًا بريفي إدلب الشمالي والغربي.
اقرأ أيضًا: “أستانة ميت”.. ماذا يعني تعطيل المسار السياسي الأطول بشأن سوري
في حين تحدث شهود عيان من المنطقة لعنب بلدي أن الجيش التركي أقام خلال دخوله من إدلب إلى ريف حلب الجنوبي عدة حواجز عسكرية.
من جانبها لم تنشر وزارة الدفاع التركية، حتى ساعة إعداد هذا التقرير، معلومات عن الأرتال العسكرية الثلاثة، ولا عن الغرض من دخولها وتوزعها بين ريفي إدلب وحلب.
معارك خاطفة
كان لافتًا أمس السبت، بدء فصائل المعارضة معركتين منفصلتين في ريفي حلب الجنوبي والشرقي، استمرت لساعات، وانتهت بعد إيصالها رسائل إلى قوات النظام وروسيا.
وشن “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، بحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي في ريف حلب الشرقي، هجمات على مواقع النظام السوري جنوب مدينة الباب.
وتركزت الاشتباكات على جبهات الدغلباش وأبو الزندين بريف مدينة الباب شرقي حلب.
وتعتبر هذه الجبهة هادئة، بين النظام والمعارضة منذ سيطرة الأخيرة عليها في آذار 2017.
وتواصلت عنب بلدي مع الناطق باسم “الجيش الوطني” الرائد يوسف حمود، لمعرفة سبب اختيار جبهة هادئة لمهاجمة النظام منها، لكنه قال إن لا معلومات لديه حول هذه المعركة.
وبالتزامن مع معركة ريف حلب الشرقي، شنت “هيئة تحرير الشام” وفصائل من “الجيش الوطني”، هجومًا مباغتًا على مواقع النظام في حي جمعية الزهراء بريف حلب الغربي، حيث تم استخدام عدة عربات مفخخة.
وأحصت شبكة “إباء” التابعة لـ”تحرير الشام”، عبر تلغرام، أمس السبت، نتائج الهجوم، مشيرة إلى مقتل خمسة عناصر من القوات الروسية، وأكثر من 65 عنصرًا من قوات النظام، بالإضافة إلى إصابة 30 آخرين، وتدمير دبابة، وراجمة صواريخ وخمس سيارات بيك آب، واغتنام كمية من الأسلحة والذخائر، وفق “إباء”.
وأكد الناطق باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” المنضوية في “الجيش الوطني”، النقيب ناجي مصطفى، مشاركة عناصر من “الجيش الوطني” في الهجوم على حي جمعية الزهراء.
وقال لعنب بلدي، اليوم، الأحد 2 من شباط، إن الهدف من الهجوم هو إرباك قوات النظام، مؤكدًا إيقاع خسائر في صفوفها.
ولفت إلى أن الهجوم كان مخططًا له منذ أيام، وأن مقاتلي الفصائيل لم يكونوا يريدون التمركز في الحي بعد الدخول إليه.
من جانبها ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أمس السبت، أن قوات النظام تصدت لهجوم بأربع عربات مفخخة ودمرتها قبل وصولها إلى أهدافها، على أطراف حي جمعية الزهراء غرب مدينة حلب.
ولم تذكر “سانا” أي أنباء عن وقوع قتلى، كما لم تذكر وزارة الدفاع الروسية حتى ساعة إعداد هذا التقرير، أي أنباء عن وقوع قتلى لها في الهجوم.
قصف للمرة الأولى
من الأحداث التي تؤكد الخلاف الروسي التركي في سوريا، هو قيام طائرات روسية، أمس السبت، بقصف مدينة الباب.
واستهدفت خمس غارات جوية مدينة الباب شرقي محافظة حلب للمرة الأولى منذ عملية “درع الفرات”، مخلفة إصابات طفيفة بين المدنيين وحرائق في المدينة.
وقال مسؤول مركز الدفاع المدني في مدينة الباب، أسامة الحجار، لعنب بلدي، اليوم الأحد، 2 من كانون الثاني، إن ثلاثة أشخاص أصيبوا بشظايا متنوعة، وأحرقت الغارة الجوية جامع “الشيخ دوشل” ودمرت ثلاثة منازل، جراء الغارات الجوية الخمس التي أحصوها على المدينة.
ووفقًا للحجار، فإن هذه الغارة هي الأولى من نوعها على المدينة بعد السيطرة عليها في عملية “درع الفرات” عام 2017، التي نفذها “الجيش الوطني السوري” بدعم تركي، ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :