عنب بلدي – ريف حلب
تشهد أسواق ريف حلب، وتحديدًا في مدينة الباب، ركودًا بالأسواق، تعكسه قلة حركة البيع والشراء، بعد ارتفاع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي.
عنب بلدي استطلعت آراء عدد من الأهالي والباعة في مدينة الباب، حول حركة الأسواق في المدينة، عبر برنامج “شو مشكلتك “، الذي تبثه عبر منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، يومي الاثنين والجمعة.
وبحسب الاستطلاع، تغيب حركة البيع والشراء في الأسواق، بسبب ارتفاع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، ما أدى إلى ارتفاع معظم الأسعار، كالمحروقات والسلع الغذائية الأساسية.
ووصل سعر ربطة الخبز إلى 200 ليرة سورية، في حين وصل سعر ليتر المازوت إلى 450 ليرة، وأسطوانة الغاز إلى ثمانية آلاف ليرة سورية.
ويأتي غلاء الأسعار في الوقت الذي تندر فيه فرص العمل، حيث يعتمد كثير من الأهالي على الحوالات المالية من أقربائهم المغتربين في الخارج، إضافة إلى المساعدات المقدمة من المنظمات الإغاثية.
ويشتكي المواطنون من ربط التجار أسعار السلع الغذائية بقيمة الدولار، الذي أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار عدد كبير من المستلزمات الضرورية، مستغربين من ربط سعر الصرف بأسعار السلع التي تنتج محليًا كالخضار.
من جانبهم، أكد عدد من الباعة لعنب بلدي، أن إقبال الناس على الشراء ضعيف جدًا، ويكاد يكون معدومًا على بعض السلع.
وبرروا ذلك بعدم وجود فرص عمل للأهالي، ما يضعف قدرتهم على الشراء.
ولفتوا إلى أن الناس صاروا يولون أهمية إلى الأمور الضرورية، كتأمين المحروقات لعائلاتهم في فصل الشتاء على حساب سلع أخرى صارت تعتبر من الأمور غير الضرورية كاللباس.
وقدروا أن نسبة انخفاض المبيعات في مدينة الباب وصلت إلى نحو 70%.
وبرر الباعة رفع الأسعار لديهم، بأنها وفق قولهم مرتبطة بالتاجر الكبير الذي يبيعهم المنتج بالدولار الأمريكي، عوضًا عن الليرة السورية.
وتشهد الليرة السورية تدهورًا في قيمتها، إذ وصلت إلى أدنى مستوياتها في تاريخها.
وبلغ سعر الصرف الليرة السورية مقابل الدولار، في 29 من كانون الثاني الماضي، 1030 ليرة للشراء و1040 للمبيع، بحسب موقع “الليرة اليوم“، المختص بسعر صرف العملات الأجنبية مقابل الليرة السورية.
ومنذ 19 من كانون الثاني الماضي، صارت مادة الخبز تباع في بعض مناطق ريف حلب بالليرة التركية، كمدينة اعزاز.
وقال المجلس المحلي في مدينة اعزاز شمالي حلب، حينها، إنه اتخذ قراره باستخدام العملة التركية، بسبب عدم ثبات سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار.
حلول
وأرجع مدير التموين في مدينة الباب، سامر المحمد، في حديث إلى عنب بلدي، تراجع حركة البيع والشراء في المدينة إلى عدم وجود موارد تدخل إلى المنطقة.
وأضاف أن قلة فرص العمل تقابلها كثرة العاطلين عن العمل في المدينة، ما يؤدي إلى انخفاض الحركة الشرائية، بالإضافة إلى التقلبات الكثيرة لسعر الصرف، وفق تعبيره.
وعن حلول يمكن أن تتخذها مديرية التموين في مدينة الباب للحد من عملية رفع الأسعار، قال المحمد، “نحن غير قادرين على ضبط حركة السوق، لأن معظم البضائع التي تدخل إلى المنطقة تعتمد على صرف الدولار”.
وبحسب المحمد، طالما توجد تقلبات في سعر صرف الليرة السورية فلن يكون هناك حل بشأن غلاء الأسعار.
وشهد مؤشر القوة الشرائية في العاصمة دمشق تراجًا كبيرًا وصل فيه إلى 10.64 نقطة، وصنفه موقع “Numbeo” العالمي بأنه منخفض جدًا.
بينما يعيش 80% من السوريين تحت خط الفقر، وفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة في بداية آذار عام 2019.