قصف ونزوح وأقساط مرتفعة..
عوائق تحرم طلاب جامعة إدلب من المنح الجامعية التركية
عنب بلدي – إدلب
في بيان لها عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، أعلنت جامعة إدلب، بالتنسيق مع مديرية البعثات، عن تنسيق إيفاد الطلاب إلى الجامعات التركية، للاستفادة من منحة لتحضير ونيل درجتي الماجستير أو الدكتوراه للعام الدراسي 2019- 2020.
وسيتم الإيفاد، بحسب البيان، وفق عدة شروط أبرزها أن يكون الموفد حاصلًا على درجة البكالوريوس أو درجة الماجستير، وأن يكون حصرًا من خريجي الجامعة، الأمر الذي يرى فيه بعض الطلاب خطوة مبشرة للاعتراف بالجامعة.
في المقابل، يرى كثير من الطلاب صعوبة في الالتحاق بهذه المنح، نتيجة عوائق وظروف موضوعية ترتبط بالجامعة، أبرزها القسط المرتفع للدراسة فيها، والقصف المستمر الذي يحول دون إتمام العملية التعليمية.
قسط جامعي مرتفع
تبلغ رسوم التسجيل للفصلين الدراسيين في جامعة إدلب 150 دولارًا للأفرع الأدبية، بينما يدفع طلاب الأفرع العملية 200 دولار، ويدفع طلاب التعليم الموازي 400 دولار، وتغطي هذه الرسوم المدفوعة من قبل الطلاب نحو 50% من تكاليف الجامعة فقط، بحسب الموقع الرسمي للجامعة على الإنترنت.
ويرى العديد من الطلاب القسط الجامعي عبئًا ماديًا لا يمكنهم تحمله بعد انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار، إذ إن الدخل منخفض في مناطق الداخل السوري الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة مقارنة بتكاليف الدراسة، ومن الممكن أن يتحمل الطالب تكاليف المواصلات والكتب الجامعية، في حين لا يمكنه تحمله عبء القسط الجامعي، بحسب الطالب في كلية الطب البشري بجامعة إدلب حسان الأحمد.
وقال حسان لعنب بلدي إنه على الرغم من بدء الامتحانات الفصلية ومن ثم تأجيلها، لم يتمكن بعض الطلاب من دفع أقساطهم الجامعية، ونتيجة ذلك تسمح لهم إدارة الجامعة الدخول إلى الامتحان لكن تحجب عنهم العلامات.
وأشار الطالب إلى أن العديد من الطلاب في حالة بحث عن منح تساعدهم على إكمال دراستهم، ولذلك وُجدت العديد من الفرق التطوعية في الجامعة التي تعمل على جمع التبرعات لتغطية تكاليف دراسة الطلاب الذين لم يتمكنوا من سداد أقساطهم، كفريق “Neurons” وفريق “أسبرين” اللذين يعملان في كليتي الطب البشري والصيدلة.
وكان مجلس التعليم العالي أصدر قرارًا، في 18 من كانون الأول 2019، يقضي بتقسيط رسوم الطلاب على أربع دفعات، موزعة إلى دفعتين لكل فصل دراسي، وبحسب القرار يسدد الطالب الدفعة الأولى في بداية الفصل الدراسي، والدفعة الثانية قبل بدء الامتحانات العملية.
ويدرس في جامعة إدلب الحرة، التي أُسست في عام 2015، حوالي 15 ألف طالب وطالبة للعام الدراسي الحالي، كما يبلغ عدد الكادر التدريسي بين حملة الماجستير والدكتوراه نحو 250، والكادر الإداري نحو 170 عاملًا في الجامعة، بحسب الموقع الرسمي للجامعة.
قصف يطال العملية التعليمية
لم تقتصر أضرار الحملة العسكرية الأخيرة، التي شنتها قوات النظام السوري مدعومة بالقوات الروسية على مدن وأرياف محافظة إدلب، على الضحايا المدنيين والمنشآت السكنية والطبية، إذ طالت أيضًا العملية التعليمية في المدينة بشقيها العالي والمدرسي، فمع ازدياد وتيرة القصف وارتفاع موجة النزوح هربًا من الموت، من قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، علقت رئاسة جامعة إدلب الامتحانات في الجامعة لمدة أسبوع بدءًا من 27 من كانون الثاني الماضي، مع استمرار العمل الإداري في الجامعة.
تعليق الامتحانات التي تزامن موعدها مع اشتداد وتيرة القصف، كان قد طالب به طلاب الجامعة، فبعد أن ساءت الأوضاع وقُطعت الطرقات أعلنت طالبات السنة الأولى في فرع الأدب الإنجليزي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، عبر مجموعات تمثل طلاب جامعة إدلب على موقع “فيس بوك” عن إضرابهن عن الامتحانات.
وترافق إعلانهن مع مطالبات زملائهن في كليات مختلفة بتأجيل الامتحانات تضامنًا مع زملائهم النازحين في المدينة.
كما يتخوف طلاب جامعة إدلب من تقدم قوات النظام وسيطرته على المدينة بالكامل وبالتالي خسارة دراستهم في الجامعة وأوراقهم الدراسية والرسمية، وبناء على ذلك يدعو الطالب حسان الجهات المعنية لعمل أرشيف خارج سوريا يجمع معلومات وأوراق جميع الطلاب في الجامعة للعودة إليه عند الضرورة.
طلاب جامعيون ضحية للقصف والنزوح
العائق الأكبر في وجه الطموح بمنح جامعية هو خطر ترك الدراسة، في ظل استمرار استهداف المدنيين في المحافظة.
وقد خلفت الحملة العسكرية الأخيرة على إدلب 131 قتيلًا من المدنيين، بينهم 41 طفلًا، بحسب ما وثقه فريق “منسقو استجابة سوريا” حتى تاريخ 31 من كانون الثاني الماضي، وكان من بين الضحايا أيضًا أربعة طلاب يدرسون في كليات الهندسة الكهربائية والطب البشري وطب الأسنان والآداب بجامعة إدلب.
كما كانت الحملة سببًا أيضًا في تخلي العديد من الطلاب عن دراستهم في الجامعة، إما بسبب النزوح والتهجير، وإما بسبب انقطاع الطرق وصعوبة الوصول إلى الجامعة، إذ اضطرت طالبة السنة الأولى في كلية الآداب رشا سلات، إلى النزوح مع طفلها من بنش إلى الحدود التركية بحثًا عن الأمان، بحسب ما قالته لعنب بلدي.
ترى رشا أن الوضع في منطقتها أصبح “مأساويًا”، ويستحق أن تترك الدراسة في الجامعة بسببه، مشيرة إلى أن جميع أهالي إدلب الآن يحتاجون إلى الأمان من القصف والقتل والاحتماء من برد الشتاء، وأن الدراسة يمكن أن تعوض لاحقًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :