بانفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي بشكل رسمي بعد 47 عامًا، يتبادر إلى ذهن عشاق كرة القدم، سؤال مفاده: ماذا سيؤثر ذلك على الدوري الإنجليزي الممتاز خاصة وكرة القدم الإنجليزية عامة؟
فبعد الانفصال الرسمي بما سمي “بريكست”، السبت 31 من كانون الثاني، لن يكون هناك الحق لأكثر من 400 لاعب أجنبي ينشطون في إحدى دوريات كرة القدم في إنجلترا وإيرلندا الشمالية وويلز وإسكتنلدا، في اللعب داخلها.
مصير اللاعبين الأجانب في الـ”بريميرليغ”
وعنونت صحيفة “The Sun” البريطانية تقريرها الذي نشرته، في 31 من كانون الثاني الماضي، بأن رئيس نادي ساوثهامبتون السابق وعضو حزب البريكسيت في البرلمان البريطاني، روبرت لوي، يصر على أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيساعد الدوري الإنجليزي الممتاز على جذب أفضل المواهب في العالم، كما سيحفز هذا الأطفال البريطانين.
وقال لوي إن “الدوري الإنجليزي الممتاز هو الأفضل في العالم، ويجب ألا يجلب أفضل المواهب من أوروبا فقط، ولكن من جميع أنحاء العالم”، مؤكدًا أنه كان من السهل التوقيع مع لاعبين أوروبيين قبل “بريكسيت”.
في حين ذكرت صحيفة “AS” الإسبانية، أن بتنفيذ قرار الخروج، سيقيد جزءًا كبيرًا من اللاعبين الذين سيصبحون أجانب بالنسبة لبريطانيا، ما سيشكل مشاكل للاعبين القدامى والقادمين حديثًا إلى الدوري الإنجليزي.
ويعمل اتحاد كرة القدم الإنجليزي على نظام يوفر فيه فرصًا أفضل للاعبين الشباب الإنجليز، واتخاذ تدابير احترازية للاعب الوطني، وذلك بزيادة نسبة اللاعبين الإنجليز ضمن قائمة النادي إلى 13 من أصل 25 لاعبًا، بحسب “AS”.
وأكدت الصحيفة الإسبانية أنه بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، سيجبر اللاعبون الذين هم من خارج بريطانيا على التدرب خارجها، كما سيجعل لاعبي بريطانيا يلتزمون بالتدرب داخلها حتى سن 18، وهذا ما يمنع رحيلهم إلى أكاديميات الأندية الأوروبية أو إلى بلدان خارج بريطانيا.
قرارات وآثار فورية
أجاب موقع”Times24News” الأمريكي عن إمكانية تطبيق قرارات أو آثار فورية بـ: لا، لأن الاتحاد والدوري الإنجليزي يمران بمرحلة انتقالية حتى نهاية عام 2020 الحالي، ويتعين عليهما مواصلة التفاوض والتوصل إلى اتفاق يلائم الإطار الجديد.
الأثر السلبي الأكبر لهذا الانفصال، على الدوري الممتاز، هو عدم تمكن الأندية الإنجليزية التعاقد مع لاعبين أقل من 18 عامًا من دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، لأن هذا سينتهك قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، وتحديدًا المادة 19 التي تحظر التعاقدات الدولية على القاصرين خارج الاتحاد الأوروبي.
وبحسب “Times24News” هذا يعني على سبيل المثال إمكانية توظيف ناديي برشلونة وريال مدريد الإسبانيين لاعبين أوروبيين في عمر 17 أو 16، بينما لا يستطيع نادي أرسنال أو مانشستر سيتي الإنجليزيين فعل ذات الأمر.
https://www.enabbaladi.net/archives/334733
تغييرات في القوانين
تمتد التأثيرات إلى التشريعات والقرارات الصادرة عن محكمة العدل الأوروبية، لا سيما قانون “بوسمان” الصادر عام 1995، والذي أعلن عن حرية اللاعبين في الحركة بين الأندية، دون رسوم انتقال في حال انتهت عقودهم.
قانون “بوسمان” قد يتوقف في بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة لتقييد حركة وحرية اللاعبين في الانتقال إلى المملكة المتحدة.
ووفق ما قالت مجلة “فوربس“، فإن الخروج يجعل قواعد تصاريح العمل أكثر صرامة مما كانت عليه، حيث يتجه اللاعبون غير الأوروبيين إلى بلدان أقل تشددًا في استخراج تلك التصاريح للعب فيها، ما يمنح اللاعب الوقت لتأمين متطلبات تصريح العمل في بريطانيا وهذا ما يوفره الاتحاد الأوروبي اليوم.
كما يضرب بعض عقود التحايل، التي اتهم فيها تشيلسي مؤخرًا، عن طريق شراء اللاعبين من أمريكا الجنوبية وإعارتهم لأندية أوروبية أخرى قبل استعادتهم أو تأمين عروض مناسبة لهم.
مواقف معارضة وأضرار مالية
يخشى المدير التنفيذي السابق لرابطة الدوري الانجليزي الممتاز، ريتشارد سكودامور، من عواقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، بتكبيد الكرة الإنجليزية خسائر بالمليارات، بحسب إذاعة صوت ألمانيا “DW“.
وبحسب الإذاعة الألمانية فإن الفضل في السمعة الجيدة للدوري الإنجليزي الممتاز يعود للاعبين الأوروبيين الناشطين فيه.
ووصف كثير من الفاعلين في كرة القدم الإنجليزية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالكارثة.
وعبر المدير الفني السابق لفريق أرسنال، أرسين فينغر، عن خشيته من أن يؤدي ذلك إلى مغادرة أفضل اللاعبين للدوري الإنجليزي، وبالتالي حسب فينغر “ستنتهي أجمل لعبة في هذا البلد”.
من جهته، عبر الدولي الإنجليزي السابق غاري لينكر عن استيائه من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكتب عبر حسابه في “توتير”، “أخجل من أبناء جيلي، فبهذا التصويت تخلينا عن أبنائنا وأحفادنا”، بحسب ما نقلت “DW”.
ما هو “بريكسيت”؟
خرجت المملكة المتحدة البريطانية، الجمعة 31 من كانون الثاني، رسميًا من الاتحاد الأوروبي في تمام الساعة 11 مساءً، لتبدأ فورًا بفترة انتقالية، مدتها 11 شهرًا حتى نهاية العام الحالي.
هو اختصار لكلمتين “exit” وتعني خروج، و”Britain” وتعني بريطانيا، وأطلق هذه المصطلح من قبل المعسكر الذي طالب بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
مصطلح “Brexit” ليس جديدًا، ولم يخلق للمملكة المتحدة خصيصًا، إنما يعود إلى عام 2012، عندما واجه الاتحاد الأوروبي أزمة خروج اليونان ما عرف اصطلاحا بـ “Grexit” أي خروج اليونان المحتمل.
أجري في 23 من حزيران 2016 استفتاء عام حول بقاء بريطانيا في عضوية الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه، وصوت لصالح الخروج بنسبة 52% مقابل 48% لمن طالبوا ببقاء بريطانيا في الاتحاد، بحسب “BBC“.
واستنادًا على “BBC”شارك في الاستفتاء نحو 30 مليون مواطن، صوت 17.4 مليون منهم لصالح الخروج.
كان من المقرر أن يقر البريكست في 29 من آذار 2019، بعد مرور سنتين على تفعيل رئيسة الحكومة السابقة تيريزا ماي “المادة 50” من معاهدة الاتحاد الأوروبي، وبدء عملية الخروج رسميًا بما فيها بدء التفاوض حول اتفاق للخروج، ولكن موعد بريكست أُجل مرتين.
وكان الاتحاد الأوروبي والحكومة البريطانية توصلا في تشرين الثاني 2018 إلى اتفاق، ولكن نواب مجلس العموم البريطاني رفضوه ثلاث مرات.
This is the moment the Union Flag was removed from the EU Council building in Brussels ahead of #Brexit.
Follow #BrexitDay live here: https://t.co/n2ud5XhnQ1 pic.twitter.com/1NkEZ3jeDX
— Sky News (@SkyNews) January 31, 2020