إسرائيل تُهدد بالتدخل في الحرب السورية
يبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعيش تحت ضغط القرويين الدروز الذين يطالبون بحماية “أخوة الدين” من خطر “الجهاديين” في سوريا.
إنّا لازاريفا – التلغراف
نُشر في 17 حزيران 2015
أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تهديدًا مبطنًا للتدخل المباشر في الحرب “الأهلية” للمرة الأولى في سوريا بعد محاصرة فصائل المعارضة للقرية ذات الأغلبية الدرزية والقريبة من الحدود.
وقال مراقبون من المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارضة حاصرت قرية الخضر في مدينة القنيطرة جنوب غرب البلاد، وسيطرت على تلة قريبة إلى الشمال من القرية أمس الأربعاء (17 حزيران).
حذّر زعماء الدروز في إسرائيل وفي مرتفعات الجولان أنهم ربما يقتحمون الحدود لإنقاذ ذويهم من “المذبحة الطائفية”.
وقال نتنياهو إنه أعطى “تعليمات للقيام بما هو ضروري” لمساعدة الدروز في سوريا، كما حذر دروز إسرائيل من قوات المعارضة السورية العاملة في الجنوب، داعيًا إياهم إلى عدم مهاجمتهم والبقاء بعيدًا عن قرية خضر.
بدورها أشارت تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية المحلية إلى أن الحكومة تدرس إقامة منطقة آمنة مؤقتة في الجانب السوري للاجئين وهي الخطوة التي ستكون غير مسبوقة منذ عقود نظرًا لكون الحدود “منطقة مجمدة”.
وكانت الأزمة اشتدت على الدروز ليلة الثلاثاء (16 حزيران)، بعد بدء الاقتتال بين جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وقوات المعارضة السورية في مواجهة الجيش النظامي جنوب سوريا.
من جهتها أصرت جبهة النصرة أنها ليست مصممة على قتل الدروز، وهم الطائفة التي ينظر إليها “الجهاديون” على أنها “مرتدة” عن الإسلام الحقيقي، حتى أنها اعتذرت عن مقتل 20 شخصًا من الطائفة في قرية قلب لوزة في إدلب، شمال سوريا.
ومع ذلك فإن الدروز في الجولان المحتل الذي استولي عليه خلال حرب دامت 6 أيام خلال عام 1967، شهدوا انهيار السلطة على الحدود بعد أن لحقت بالجيش السوري سلسلة من الهزائم.
وكانت قوات الدفاع الإسرائيلية أعلنت الثلاثاء الماضي منطقة شمال هضبة الجولان منطقة عسكرية مغلقة بشكل مؤقت، وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في تصريح لصحيفة التلغراف “تحركنا لمنع التجمعات بالقرب من الحدود الأمر الذي من شأنه أن يعرقل عمليات الجيش الإسرائيلي غير المتعلقة بالقتال في سوريا”.
واستمر الإغلاق لعدة ساعات وسط مخاوف من تجمع الدروز في إسرائيل ومرتفعات الجولان في محاولة لاختراق الحدود مع سوريا من أجل إنقاذ أبناء طائفتهم.
هناك أيضًا الدروز في إسرائيل نفسها. صلاح طريف النائب السابق للدروز قال لأحد المواقع الإخبارية الإسرائيلية “نحن على أهبة الاستعداد حين حدوث أي شيء يوجب ويتطلب تدخلنا ولن نتردد في القيام بذلك”، مضيفًا “إن العديد من الدروز مستعدون لعبور الحدود إلى سوريا دون تردد”.
وكانت شعارات مشابهة سُمعت خلال المظاهرات التي خرجت بداية الأسبوع في قرية مجدل شمس، وهي أقرب قرية تسيطر عليها إسرائيل لبلدة خضر الحدودية، إذ ردد حشود من الدروز “بدمائنا، بروحنا سندافع عن السويداء عن سوريتنا”.
بدوره قال حسن الصفدي، مدرس في مجدل شمس للتلغراف، إن سكان قرية خضر نجحوا في الدفاع عن أنفسهم خلال المعركة الكبيرة التي جرت بينهم وبين جبهة النصرة، مشيرًا إلى إصابة أحدهم، “كان هناك هجوم كبير لجبهة النصرة على تل الأحمر لمدة ساعة ولكن في النهاية دافع الدروز عن موقفهم”.
ونقل الصفدي عن أصدقائه وأقربائه على الحدود أنهم “أخفوا ذخيرتهم وأسلحتهم والمدفعية الثقيلة لبعض الوقت، مردفًا أن “الدروز يستعدون بالفعل لجولة أخرى من القتال مع جبهة النصرة”.
فخر الدين سلمان، مقيم آخر في مجدل شمس سمع قصفًا عنيفًا أمس الأربعاء، وقال “معظم الذين يقاتلون يدافعون عن أنفسهم”، واصفًا الوضع في القرية “نظم الناس أنفسهم ضمن لجان للحراسة وهذا حقهم لحماية أنفسهم”.
وعاد الصفدي ليشير إلى أن العشرات من الأطباء الدروز في مرتفعات الجولان كانت على استعداد لعبور الحدود وإنقاذ أصدقائهم وأقاربهم.
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ذكرت صباح أمس الأربعاء، أن صفارات الإنذار دوّت جراء الغارات الجوية في مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل بعد إطلاق قوات النظام السوري لقذائف المدفعية على تجمعات للمعارضة نحو 1.5 كيلومتر إلى الشمالي الشرقي من قرية خضر الحدودية.
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي إيزنكوت، قال الثلاثاء الماضي إنه يشعر بالقلق بشأن احتمال فرار سوريين ولجوئهم إلى إسرائيل، مشيرًا إلى أن “الجيش الإسرائيلي سيقوم بكل ما هو ممكن من أجل منع وقوع مذبحة”.
ترجمة عنب بلدي، لقراءة المقال باللغة الإنكليزية من المصدر اضغط هنا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :