أغلقت وزارة الداخلية في حكومة النظام السوري أمس، الثلاثاء 28 من كانون الثاني، مكاتب شركة شركة “غولدن لاين” للإنتاج الفني في دمشق بالشمع الأحمر، واعتقلت صاحب الشركة، نايف الأحمر، والمخرج فادي سليم.
إغلاق الشركة المنتجة لعشرات الأعمال الدرامية السورية منذ عام 2008، تم بتهمة “التعامل بالدولار”، بما يخالف المرسوم الذي أصدره رئيس النظام السوري، بشار الأسد، والقاضي بالتعامل الحصري بالليرة السورية داخل سوريا.
وبحسب المرسوم الذي نشرت مضمونه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في 18 من كانون الثاني الحالي، فإن كل شخص يتعامل بغير الليرة السورية كوسيلة للمدفوعات “يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة لمدة لا تقل عن سبع سنوات”.
كما يعاقب بـ”الغرامة المالية بما يعادل مثلي قيمة المدفوعات أو المبلغ المتعامل به أو المسدد أو الخدمات أو السلع المعروضة”، إضافة إلى مصادرة المدفوعات أو المبالغ المتعامل بها أو المعادن الثمينة لمصلحة مصرف سوريا المركزي.
إغلاق الشركة دفع زوجة نايف الأحمر، ديالا الأحمر، للحديث عبر إذاعة “المدينة إف إم” المحلية مساء أمس، الثلاثاء 28 من كانون الثاني، للرد على الاتهامات الموجهة لزوجها وللشركة.
وقالت ديالا إنه منذ صدور المرسوم “لم تقم الشركة بأي عملية تحويل أو دفع”، مشيرة إلى أن عملية التوقيف تمت “بناء على مرسوم صادر في عام 2013”.
وتساءلت ديالا حول بيع “المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني” أعمالًا تلفزيونية لشركتها بالدولار الأمريكي، مبينة أن الفنانين العرب الذين يعملون مع الشركة، يحصلون على مستحقاتهم بالدولار الأمريكي.
وبدأت الليرة السورية بالتراجع بشكل حاد خلال الأشهر الماضية، تزامنًا مع فرض الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية حزمة من العقوبات الاقتصادية على حكومة النظام السوري.
كما لعبت الأزمة الاقتصادية في المصارف اللبنانية دورًا في تراجع قيمة الليرة السورية، بسبب صعوبة سحب رجال الأعمال السوريين أموالهم التي تم إيداعها خلال السنوات الماضية.
وتتعامل شركات الإنتاج السورية، عند بيع أعمالها إلى القنوات الفضائية العربية والأجنبية، بالدولار الأمريكي.
شركة “غولدن لاين” أصدرت بيانًا أمس، عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك”، قالت فيه “إنها من الشركات القليلة التي حاولت القبض على الجمر، والاستمرار بدفع عجلة الدراما التلفزيونية”.
وأكدت أنها “نجحت بالرهان محافظة على ارتفاع السوية الفنية، واستطاعت في زمن القحط أن تكون عنصرًا فعالًا”.
وأضافت الشركة في بيانها، “هناك من يحاول ضرب هذه الصناعة الفنية عبر بتر أحد أبرز أعضائها الإنتاجية”.
ولفتت الشركة إلى أن التعاقدات التي تمت بالدولار الأمريكي كانت خارج سوريا عبر فروعها في عدة دول عربية، وأنها تمت في أوقات سابقة لإصدار المرسوم.
الأزمة التي تعرضت لها الشركة دفعت فنانين سوريين للتعبير عن تعاطفهم معها، عبر حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي.
ونشرت الممثلة كاريس بشار عبر “تويتر” اليوم، خبر إغلاق الشركة، مرفقًا بوسم “لإنصاف غولدن لاين”.
#لانصاف_غولدن_لاين https://t.co/NR7sETJ1j6
— Karess Bashar (@karessbasharnet) January 29, 2020
من جهتها قالت الممثلة شكران مرتجى عبر “فيس بوك”، إن الشركة هي إحدى الشركات القليلة الباقية التي تدعم الدراما السورية، وتسهم في نشرها، حتى في أيام الحرب.
وتساءل المخرج والممثل سيف الدين سبيعي، “هل أصبحت شركات الإنتاج الدرامي هي التي تسهم بانهيار الاقتصاد السوري، وهي التي ترفد السوق بالعملة الصعبة؟”.
شركة “غولد لاين”
أُسست الشركة في عام 2006، وبدأت إنتاجها الفني عام 2008، عبر إنتاج مسلسل “بيت جدي”، من بطولة بسام كوسا وناجي جبر وأسعد فضة ووفاء موصلي، ومن إخراج رشاد كوكش، ثم أنتجت في العام التالي الجزء الثاني من المسلسل.
أنتجت الشركة ما يزيد على 28 مسلسلًَا خلال عشر سنوات، منها “خواتم” في عام 2014، والجزء الثاني من مسلسل “دنيا”.
ويعد مسلسل “هارون الرشيد” الذي أنتجته في عام 2018، أحد أضخم إنتاجاتها إلى جانب مسلسل “وردة شامية”.
وسّعت الشركة نشاطها الإنتاجي في عام 2018، وأنتجت عملين في لبنان هما مسلسل “حدوتة حب” (أنتجت منه جزأين) ومسلسل “الحب جنون”.
دخلت الشركة إنتاجات 2020 بمسلسلين، هما “هوس”، وهو مسلسل قصير من بطولة عابد فهد وهبة طوجي، ومسلسل “صقار”.
–