عودة أمريكية في شرق الفرات.. رسائل لروسيا وتهديد لتنظيم “الدولة”

  • 2020/01/27
  • 3:03 م

تعزيزات أمريكية تصل إلى شمال شرق سوريا - 21 كانون الثاني 2020 (مراسل روسيا اليوم في سوريا - تويتر)

أعادت التحركات الأمريكية الأخيرة في شمال شرقي سوريا، السؤال مجددًا عن شكل التنسيق بين القوى الفاعلة في تلك المنطقة، ودور وحجم كل منها.

ووفق مراقبين للمشهد، فإن التعزيزات العسكرية الأمريكية الكبيرة إلى المنطقة، تحمل رسائل مهمة إلى روسيا، التي شهدت دورياتها المتزايدة في ريف الحسكة عدة صدامات مع نظيرتها الأمريكية.

وكان البدء بالتراجع الأمريكي عن الساحة، خلال الأشهر الماضية، مكّن موسكو من التغلغل في المنطقة، وجعلها تفكر جديًا في تأسيس قواعد عسكرية دائمة لها في مناطق “الإدارة الذاتية” الكردية الحليفة لواشنطن.

 

توتر

خلال الأسابيع الأولى من العام الحالي، تصدّرت السجالات الروسية- الأمريكية واجهة الأحداث في شمال شرقي سوريا، حيث كادت بعضها تسفر عن تبادل لإطلاق النار.

أحدث تلك الصدامات، وقع في 25 من كانون الثاني الحالي، بدأته روسيا حين اعترضت دورية أمريكية في ناحية تل تمر بريف الحسكة، وتطور إلى استعراض الطرفين قدراتهما الجوية في المنطقة لساعات، وتعتبر هذه الحادثة الثانية من نوعها خلال أسبوع، بحسب وكالة “هاوار” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” الكردية.

وعلى ضوء هذا التصادم، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، جوناثان هوفمان، إن العسكريين الأمريكيين سيبقون في مواقعهم في سوريا، مع الحرص على إبقاء الاتصال مع نظرائهم الروس تجنبًا لوقوع اشتباكات بين الجانبين.

ووفق صحيفة “الشرق الأوسط“، فإن هوفمان، أبلغ الدول والقوى الأخرى الموجودة في المنطقة عن أماكن تموضع القوات الأمريكية.

إلا أن هوفمان لم يتحدث عن النفط وأهميته لأمريكا، وهو ما تُرجم على أرض الواقع، في 21 من كانون الثاني الحالي، حيث اعترضت دورية أمريكية موكبًا من العربات العسكرية الروسية في أطراف مدينة القامشلي.

ونقل مراسل قناة “روسيا اليوم” محمد حسن عن مترجم يرافق الجنود الأمريكيين حينها، أن عناصر الدورية الأمريكية قالوا للقافلة العسكرية الروسية إن “هذه المنطقة تحتوي على غاز ونفط وهي ملك للأمريكيين”.

وكانت مجلة “نيوزويك” الأمريكية قالت إن إدارة الرئيس، دونالد ترامب، تخطط لإرسال دبابات من أجل نشرها بحقول النفط في شمال شرقي سوريا لإبعاد النظام السوري عن المنطقة.

اقرأ أيضًا: للمرة الثانية خلال أسبوع.. ريف الحسكة يشهد توترًا بين الدوريات الأمريكية والروسية

لا ضغط على الزناد

جاء في مقال حمل عنوان “إطلاق نار بلا إصابات: الولايات المتحدة وروسيا تتحاربان في سوريا” نشرته صحيفة “سفوبودنايا بريسا” الروسية، للكاتب فيكتور سوكيركو، أن لدى القوات الروسية والأمريكية خبرة قديمة في التعاون تجنبهما التصعيد.

وأضاف الكاتب أن الولايات المتحدة لا تريد تحويل الصراع في سوريا إلى مواجهة مع روسيا، مردفًا، “لذلك، يمكن القول إن بعض المناوشات بين عسكريي البلدين سوف تستمر في الحدوث، ولكنّ هناك تقاطعًا في كثير من المصالح، والأمور لن تصل إلى الضغط على الزناد وإطلاق النار”.

وأوضح أن الوضع الآن في سوريا مشابه لما جرى في ليلتي 11 و12 من حزيران 1999، في يوغوسلافيا السابقة، حين سيطر المظليون الروس على مطار سلاتينا في بريشتينا، ما حط من مكانة الأمريكيين وحلفائهم في الناتو.

وتابع أنه بعد احتلال المظليين الروس ذلك المطار، كان يمكن أن تبدأ حرب عالمية ثالثة، إلا أن ذلك لم يحدث.

التنظيم هو الهدف

لم تغفل أمريكا خلال تحركاتها في شمال شرقي سوريا، العودة اللافتة لعمليات تنظيم “الدولة الإسلامية” في أرياف الرقة ودير الزور والحسكة.

وأعلنت واشنطن إعادة تفعيل وتكثيف عملياتها العسكرية ضد الإرهاب في سوريا، بعد توقف مؤقت، وفق صحيفة “واشنطن بوست“.

وأضافت الصحيفة، أمس الأحد، أن قائد القيادة المركزية الجنرال، كينيث ماكنزي، قال إن عمليات مكافحة الإرهاب في سوريا عادت وتيرتها إلى وضعها السابق، مشيرًا إلى إلى أن قواته تجري عمليات مشتركة مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) باستمرار.

وأضاف ماكنزي أن القوات الأمريكية تجري في الفترة الراهنة، من ثلاث إلى أربع عمليات مشتركة مع “قسد” كل أسبوع ضد عناصر تنظيم “الدولة”.

وزاد تنظيم “الدولة” من نشاطه منذ مطلع العام الحالي، من خلال عمليات استهدفت “قسد” وقوات النظام السوري، وفق بيانات نشرتها وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم.

ووصل عدد العمليات التي اعترف أو اتُهم بها التنظيم ضد “قسد” والنظام في محافظات دير الزور والرقة وحمص والحسكة خلال أول أسبوعين من 2020، إلى أكثر من عشر عمليات.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا