بدأ النظام السوري بالترويج لقصف كيماوي في منطقة ريف حلب الغربي، عبر استخدام رواية متكررة تتهم فصائل المعارضة بالتحضير لهجوم بالأسلحة الكيماوية في المنطقة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري اليوم، الاثنين 27 من كانون الثاني، أن الفصائل، التي وصفها بـ”التنظيمات الإرهابية” في إدلب وغرب مدينة حلب، تحضر لفبركة هجوم كيماوي، بدعم تركي، واتهام النظام به لوقف تقدمه في تلك المناطق، بحسب زعمه.
وتثير هذه الرواية المتكررة تخوفًا لدى أهالي المنطقة من تنفيذ هجوم بغاز كيماوي وتبريره لاحقًا أمام المجتمع الدولي.
واعتبر النظام أن العمليات العسكرية مستمرة في المنطقة حتى السيطرة عليها، مجددًا روايته بأنه لا يملك السلاح الكيماوي ولم يستخدمه يومًا، على الرغم من تقارير دولية وحقوقية تؤكد استخدامه في عدة مناطق، وخاصة في الغوطة الشرقية في 2013.
وتعرضت مناطق في ريف حلب إلى قصف كيماوي، خلال السنوات الماضية، ومنها مدينة خان العسل التي يحاول النظام التقدم إليها حاليًا كونها خط الدفاع الأول للريف الغربي بحلب.
وكانت خان العسل تعرضت في 20 من آذار 2013، إلى قصف كيماوي أدى إلى مقتل 123 شخصًا بحسب تقارير حقوقية، أغلبيتهم من المدنيين، وتزامن حينها مع هجوم فصائل المعارضة بهدف السيطرة عليها.
وتبادلت قوات النظام والمعارضة حينها الاتهامات بالمسؤولية عن الهجوم الكيماوي، ووجه الإعلام الرسمي التابع للنظام اتهامات للمعارضة بالهجوم الكيماوي، الأمر الذي نفته المعارضة.
في حين أشار فريق المحققين المستقلين التابع للأمم المتحدة، ويرأسه البرازيلي باولو بينيرو، في آذار 2014، إلى أن المواد الكيماوية التي استُخدمت في ضاحية الغوطة بدمشق وفي خان العسل قرب حلب تحمل “نفس السمات المميزة الفريدة”.
كما أكد تقرير للأمم المتحدة نقلته وكالة “رويترز”، في 4 من آذار 2014، أن “الأسلحة الكيماوية التي استُخدمت في واقعتين (الغوطة وخان العسل)، مصدرها على ما يبدو مخزونات الجيش السوري”.
كما قصفت قوات النظام منطقة البحوث العلمية في الريف الغربي في 2015 بالكلور في أثناء محاولة السيطرة عليها من قبضة الفصائل، كما تعرضت “أكاديمية الأسد” في ريف حلب إلى قصف بالغازات السامة في 2016.
ويأتي ذلك بعد فشل قوات النظام والميليشيات التابعة لها التقدم في ريف حلب الغربي، بسبب تصدي فصائل المعارضة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في حلب أن قوات النظام حاولت التقدم اليوم، الاثنين 27 من كانون الثاني، على محور جمعية الزهراء في منطقة “إكثار البذار”.
وأضاف المراسل أن “الجيش الوطني” السوري تصدى لمحاولة الاقتحام، ما أدى إلى انسحاب قوات النظام بعد خسائر في صفوفها.
من جهتها، أعلنت “الجبهة الوطنية للتحرير”، المنضوية في صفوف “الجيش الوطني”، أنها تصدت لمحاولة تقدم لقوات النظام والميليشيات الإيرانية المساندة لها على محور “إكثار البذار” غربي حلب، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من القوة المهاجمة.
–