سجلت أسعار اللحوم الحمراء في سوريا ارتفاعًا على نحو متسارع، وسط تساؤلات المواطنين عن السبب رغم أنها محلية المنشأ ولا تخضع لسعر الصرف الأجنبي.
وبحسب صفحة “أسعار المواشي في سوريا- سوق الرحيبة المركزي” في “فيس بوك”، سجل كيلوغرام لحم الخروف أمس، الأحد 26 من كانون الثاني، سعر ثلاثة آلاف و900 ليرة بفارق زيادة 50 ليرة عن نشرة أسعار السبت، في حين بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من لحم العجل نحو ثلاثة آلاف ليرة.
وقال رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة اللاذقية، الدكتور أحمد ليلى، إن ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية والعلف والمحروقات وأجور النقل إلى المحافظات والأيدي العاملة، فضلًا عن غلاء أسعار أدوية تسمين المواشي وتهريبها، سبب في ارتفاع أسعارها، وذلك بحسب ما ذكرته مؤسسة “الوحدة” للطباعة والنشر في عددها الصادر أمس.
تهريب المواشي
وكان تقرير اللجنة الاقتصادية في محافظة دمشق أشار في وقت سابق إلى ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بعد زيادة الرواتب والأجور بنسبة 50% عما كنت عليه قبل الزيادة.
وعزا التقرير سبب ارتفاع أسعار اللحوم إلى “الدور السلبي” لمديرية الجمارك في عدم ضبط حركة المواشي من مدينة دمشق إلى المنطقة الشمالية والشرقية التي يتم فيها تهريب المواشي تحت حجة التسمين، حسبما ورد في التقرير.
وشهدت أسعار اللحوم الحمراء في سوريا ارتفاعًا منذ نهاية العام الماضي، تزامنًا مع اقتراب موسم الأعياد فيها، وتراجع قيمة الليرة السورية أمام سعر الصرف الأجنبي، وسط تصريحات حكومية تتحدث عن تهريب المواشي إلى بعض دول الجوار.
نحو الأردن؟
تقارير إعلامية تحدثت منذ عام 2014 عن تهريب المواشي من سوريا إلى الأردن عبر معابر غير شرعية، وهو ما أكده رئيس جمعية اللحامين، أدمون قطيش، لموقع “الاقتصادي في 20 من تشرين الأول 2019.
وقال قطيش إن نحو ثلاثة آلاف رأس من الخراف يجري تهريبها يوميًا إلى خارج سوريا عبر معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
وشملت حملات التهريب الأغنام والماعز والجدي والنعجة والفطيمة وغيرها من الأنواع، ما سبب في ارتفاع أسعارها في سوريا، حسب قول قطيش، مشيرًا إلى توقف المتعهد المعني بتوريد اللحوم إلى سوريا نتيجة ارتفاع سعرها، وعدم تناسبها مع أسعار المبيع في السوق المحلي.
لكن تهريب السلع الأساسية، ومن بينها اللحوم، عاد مجددًا إلى حديث رئيس حكومة النظام، عماد خميس، الذي أشار إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية في سوريا بسبب تهريبها إلى بعض دول الجوار منذ شهرين تقريبًا حسب قوله، دون الإشارة إلى وجهة التهريب.
تهريب بغطاء التصدير
في نيسان 2019، سمحت وزارة الاقتصاد بتصدير الأغنام السورية إلى السوق الخارجي، ما أثار استهجان المواطنين، وسط ارتفاع أسعار اللحوم في السوق المحلي.
وبحسب قانون الثروة الحيوانية، يمنع تصدير الأغنام بشكل كامل خلال فترة الولادات التي تكون من مطلع كانون الأول حتى نهاية آذار من كل عام.
في السياق ذاته، شهدت أسواق مناطق شمال شرقي سوريا أسعارًا مماثله وأنباء تتحدث عن تهريب للمواشي إلى كردستان العراق، وعليه أصدرت الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، في 16 من كانون الثاني الحالي، قرارًا بمنع تصدير الأغنام تجنبًا لارتفاع أسعارها وفقدانها من السوق المحلي.
ورغم تبريرات المعنيين حول تهريب سلع أساسية من بينها المواشي، ينتقد مواطنون حجج التهريب، وسط اتهامات تتحدث عن تلاعب التجار في أسعار الذبيحة وزيادة أسعارها لتحقيق فائض أرباح.
وبحسب أرقام الأمم المتحدة في سوريا، فإن نحو تسعة ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة على صعيد الأمن الغذائي في سوريا، بينما تقدر وجود ما يزيد على 83% من السكان تحت خط الفقر.
ويبلغ متوسط الرواتب في سوريا 94.77 دولار (99 ألفًا و34 ليرة سورية بسعر صرف 1045 ليرة للدولار)، بحسب موقع “Numbeo” المتخصص بالإحصائيات.
ويشير رسم بياني أعده موقع عنب بلدي إلى تغير أسعار اللحوم في سوريا، منذ مطلع العام الحالي حتى 26 من كانون الثاني الحالي: