نفت مصادر طبية متقاطعة أي وجود لفيروس “كورونا” في سوريا، بعد إشاعات انتشرت على مدار اليومين الماضيين عن تسجيل حالات إصابة بالوباء.
وقال مسؤول شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة في ريف حلب، الطبيب محمد الصالح، لعنب بلدي، إنه من المستبعد جدًا وجود فيروس “كورونا” في مناطق شمالي سوريا، خاصة مع الإجراءات الصارمة التي تتخذها الصين حاليًا.
ونفى الصالح الإشاعات الأخيرة المنتشرة حول وفاة شخصين في ريف حلب نتيجة الفيروس، مؤكدًا أن الشخصين توفيا نتيجة قصور تنفسي سريع وهما من عائلة واحدة.
وأكد أن المركز حصل على مسحة للتحليل الفيروسي لتحديد نوعه، وذلك لطمأنة المواطنين، مشيرًا إلى امتلاك شبكة الإنذار مخبرًا يحتوي على جهاز للتحاليل الفيروسية.
وشدد الصالح على التزام شروط السلامة الشخصية لكل الأشخاص والمواطنين وخاصة الكوادر الطبية.
من جهته نفى وزير الصحة في حكومة النظام السوري، نزار يازجي، وجود أي حالات إصابة بفيروس “كورونا” في سوريا.
وقال يازجي في تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” المحلية اليوم، الأحد 26 من كانون الثاني، إن الوزارة أرسلت بلاغات إلى جميع المعابر الحدودية، الجوية والبحرية والبرية، “للتدقيق” على الحالات الصحية المشتبه بها، خاصة من الرحلات القادمة من شرق آسيا.
وقالت وزارة الصحة، عبر “فيس بوك”، إنها “اتخذت إجراءات مشددة لمراقبة الوضع الصحي للوافدين إلى سوريا من البلاد التي سجلت فيها إصابات بالفيروس”.
لكن تصريحات وزير الصحة ما زالت تقابل بالتشكيك، إذ قال مدير تحرير موقع “الاقتصادي”، حازم عوض، إنه لا أحد يعلم إن كان الفيروس وصل إلى سوريا أم لا، خاصة مع وجود حالات وفاة متعددة بمرض “ذات الرئة” في مستشفيات سوريا.
واعتبر أن المسؤولين السوريين لا يعلمون أن “الاعتراف بحجم المشكلة هو أهم خطوة لحلها”.
ارتفاع عدد الإصابات
وصل عدد الوفيات بسبب الفيروس في الصين إلى 56 إصابة، وسجلت 1975 إصابة، بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
وقالت وكالة الأنباء الصينية الرسمية (تشينخوا) أمس، السبت 25 كانون الثاني، إنه سيجري تعليق جميع خدمات حافلات الركاب في العاصمة الصينية بكين وعلى الطرق السريعة، ابتداء من اليوم للسيطرة على الفيروس.
وأعلنت السلطات المحلية في مقاطعة “ووهان” أنها ستبني مشفى ثانيًا مشابهًا لمشافي علاج “السارس” خلال أسبوعين بسعة ألف سرير لمعالجة الفيروس، بينما نقل موقع قناة “DW” الألمانية عن لجنة الصحة الوطنية في الصين، اليوم، أن قدرة الفيروس على الانتقال تزداد قوة.
وقال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أمس السبت 25 من كانون الثاني، إن الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة، وإن بلاده تواجه أوضاعًا صعبة.
دوليًا.. إلى أين وصل “كورونا”؟
أعلنت اليابان، اليوم، عن إصابة أربعة مواطنين بفيروس “كورونا”، وقالت وزارة الصحة اليابانية إن مواطنًا عاد من مدينة ووهان الصينية، في 22 من كانون الثاني الحالي، وأصيب بالفيروس في أثناء قضاء عطلته في المدينة، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز“.
في حين قالت قناة “الجزيرة“، اليوم، إن حالات مماثلة رُصدت في تايلند وفيتنام وسنغافورة والولايات المتحدة الأمريكية.
وأعلنت كندا أمس، السبت 25 من كانون الثاني، عن إصابة أحد مواطنيها بالفيروس بعد عودته من المدينة الصينية.
بينما قالت قناة “CNN” الأمريكية عبر موقعها الرسمي، اليوم، إنه تمت معالجة أول مصاب بالفيروس في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال وزير الصحة التركي، فخر الدين كوجا، في 24 من كانون الثاني الحالي، إن تركيا أرسلت مسافرة صينية يُشتبه بإصابتها بفيروس “كورونا” إلى الصين، بناء على طلبها.
وأضاف كوجا في تصريح صحفي نقلته وكالة “الأناضول” التركية، أن تركيا لم تواجه حتى الآن أي حالة اشتباه بالإصابة بفيروس “كورونا” في فحوصات الأشخاص القادمين من الصين إلى مطار اسطنبول.
وفحصت الفرق التابعة للمديرية العامة لصحة الحدود والسواحل التركية، بالكاميرات الحرارية، الركاب القادمين من مدن بكين وشنغاهاي وقوانغتشو في الصين.
ما فيروس “كورونا”
يعتبر فيروس “كورونا” من ضمن فصيلة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تتسبب في طائفة من الأمراض تتراوح بين نزلة البرد الشائعة والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس)، وفق منظمة الصحة العالمية.
وبحسب المنظمة، فإن “متلازمة الشرق الأوسط التنفسية” مرض تنفسي فيروسي يتسبب فيه فيروس “كورونا” الجديد، اكتُشف لأول مرة في المملكة العربية السعودية في عام 2012.
الأعراض
يتراوح الطيف السريري للعدوى بفيروس “كورونا” المسبب لـ”متلازمة الشرق الأوسط التنفسية” بين عدم ظهور أي أعراض (غياب الأعراض) وبين الأعراض التنفسية المعتدلة حتى المرض التنفسي الحاد الوخيم والوفاة.
وتتخذ الأعراض النمطية للإصابة شكل الحمى والسعال وضيق التنفس، وفق منظمة الصحة العالمية.
كما تم الإبلاغ عن أعراض مَعدية معوية للفيروس، تشمل الإسهال، ويمكن أن يتسبب الاعتلال الوخيم في فشل التنفس، الذي يتطلب التنفس الصناعي والدعم في وحدة العناية المركزة.
ويصيب الفيروس، بحسب المنظمة، بدرجة أكبر المسنين، والأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، مثل السرطان وأمراض الرئة المزمنة وداء السكري.
الوقاية
وفق ما جاء في بيانات منظمة الصحة العالمية حول الفيروس، لا يوجد حاليًا أي لقاح أو علاج محدد، إنما العلاج المتاح هو علاج داعم ويعتمد على حالة المريض السريرية.
وعلى سبيل الاحتياط العام ينبغي لأي شخص يزور مزارع أو أسواق أو حظائر توجد فيها جمال وحيوانات أخرى أن يتبع تدابير النظافة الصحية العامة، بما في ذلك غسل اليدين بانتظام قبل لمس الحيوانات وبعد لمسها، وأن يتجنب ملامسة الحيوانات المريضة.
وينطوي استهلاك المنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطهية بصورة كافية، بما في ذلك الألبان واللحوم، على مخاطر عالية للعدوى من مجموعة متنوعة من الكائنات التي يمكن أن تتسبب في مرض الإنسان.
والمنتجات الحيوانية المجهزة على النحو السليم، عن طريق الطهي، هي منتجات استهلاكها مأمون، كما ذكرت المنظمة، ولكن ينبغي أن يتم تناولها بعناية تجنبًا لتلوثها العارض من الأطعمة غير المطهية.
–