اليوم الدولي للتعليم.. كارثة موقوتة في سوريا والجوار

  • 2020/01/26
  • 12:00 ص

منصور العمري

تحتفي الأمم المتحدة في 24 من كانون الثاني/يناير من كل عام بـ”اليوم الدولي للتعليم“، وتضطلع وكالة “يونسكو” بدور مهم في تطوير التعليم في العالم، لأنها الوكالة الوحيدة في الأمم المتحدة التي تعمل على تطوير كل أشكال التعليم ما قبل المدرسي وحتى التعليم العالي، بما فيه التعليم والتدريب التقني والمهني، والتعليم غير النظامي ومحو الأمية. تعتمد “يونسكو” مبدأ “التعليم يغيّر مسار حياة” لبناء السلام واستئصال الفقر والمبادرة إلى تأمين التنمية المستدامة.

أشارت تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” عام 2019 إلى أن نصف الأطفال السوريين بين سن خمسة و17 عامًا بلا تعليم، أي إن هناك 2.1 مليون طفل داخل سوريا، و700 ألف طفل سوري لاجئ في دول الجوار محرومين من التعليم، كما أن 1.3 مليون طفل عرضة للتسرب من المدارس أو عدم تلقيهم التعليم.

يجب أن تدق هذه الأرقام ناقوس الخطر لدى السوريين قبل غيرهم، ويجب إيلاء اهتمام أكبر من قبل المجتمع المدني وداعميه بهذه الكارثة طويلة الأمد. حرمان الأطفال من التعليم، يودي بهم إلى حياة من الجهل والبؤس والتعرض للاستغلال والانحراف، بما ينعكس عليهم وعلى العائلات التي سيشكلونها فيما بعد. لا يقتصر مدى الكارثة على الأطفال أنفسهم وحسب، بل يدمر عملية التنمية البشرية ويحرم سوريا من أهم مواردها وهي الطاقة البشرية المتعلمة.

من أسباب حرمان الأطفال السوريين من التعليم، قصف نظام الأسد للمدارس والمنشآت التعليمية، واستخدامه بعضها كمعتقلات مؤقتة، وقتله العاملات والعاملين في التدريس، بالإضافة إلى الاستخدام العسكري للمدارس من مختلف أطراف الحرب في سوريا، واضطرار النازحين للسكن في بعض المدارس لعدم توفر سكن لهم. أشارت “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها عن قصف النظام السوري لمدرسة عبدو سلامة بذخائر عنقودية روسية، إلى أن 40% من المدارس في سوريا مغلقة بسبب أضرار الحرب، أو استخدامها كمأوى للنازحين أو لأغراض عسكرية.

في ظل الظروف الحالية في سوريا وفي دول الجوار، يضطر الأطفال أيضًا للعمل لإعالة أسرهم، وترك المدارس. كما أن التمييز وعدم بذل الجهود اللازمة لتعليم الأطفال السوريين اللاجئين في دول الجوار كلبنان، يسهم في هذه الكارثة التي تحمل أبعادًا مستقبلية خطيرة، كما يلعب زواج الأطفال وتجنيدهم للقتال دورًا في حرمانهم من التعليم.

كثيرًا ما يتحدث النظام السوري ومن ينشر دعايته عن مجانية التعليم، وكأن سوريا الدولة الوحيدة في العالم التي تقدم التعليم المجاني، لكن إحصائيات مركز تحليل السياسيات العالمية تشير إلى غير ذلك.

التعليم الابتدائي في العالم: اللون الأخضر: مجاني. البرتقالي: غير مجاني. الصورة: مركز تحليل السياسات العالمية.

التعليم الثانوي في العالم: اللون الأخضر: مجاني. البرتقالي: غير مجاني. الصورة: مركز تحليل السياسات العالمية.

التعليم العالي في العالم: اللون الأخضر: مجاني. البرتقالي: غير مجاني. الصورة: مركز تحليل السياسات العالمية.

رغم أن التعليم مجاني في سوريا مثل كثير من دول العالم، إلا أن المناهج التعليمية المتخلفة، وأساليب التدريس البالية، وغيرها من عوائق التعليم تضع سوريا في المركز 154 في مؤشر التعليم من بين 189 دولة في العالم، حسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي