تشهد مدينة إدلب ازدحامًا مروريًا تراه “حكومة الإنقاذ” التي تدير محافظة إدلب مبررًا، بسبب الأعداد الكثيرة للقاطنين في المدينة، بين نازحين وسكان أصليين.
إلا أن هذا الازدحام، وفق سكان إدلب، بات مصدر خطر وفوضى على الحياة في المدينة، إذ لا يمر يوم إلا ويشهد فيه أحد شوارعها حادثًا مروريًا بين السيارات أوالدراجات المتنقلة في المدينة باستمرار.
إضافة إلى ما يتعرض له المارة من إصابات بسب عدم وجود شاخصات وإشارات مرور تنظم حركة السير، إذ اقتصرت هذه المهمة على أفراد مركز شرطة المرور، الذي أُسس منتصف عام 2018، على يد “وزارة الداخلية” التابعة لـ”حكومة الإنقاذ”.
واستطلعت عنب بلدي آراء بعض سكان مدينة إدلب حول مشكلة المرور، عبر برنامج “شو مشكلتك” الذي تبثه عبر منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، يومي الاثنين والجمعة.
واشتكى ساكنو مدينة إدلب، الذين استطلعت عنب بلدي آراءهم، من عدم قدرتهم على التحرك بشكل مريح في شوارع المدينة، نظرًا للازدحام الخانق، الذي يسبب لمالكي السيارات أضرارًا دائمة.
ووفق ما رصدته عنب بلدي، فإن معظم شوارع مدينة إدلب الحيوية لا تخلو من أفراد من مركز شرطة المرور، وهم يحاولون تنظيم عملية السير، إلا أن هذا العمل وفق السكان لا يكفي، مؤكدين على ضرورة إيجاد حل جذري يخفف من معاناتهم.
وتتمثل الحلول في تفعيل إشارات المرور بشوارع المدينة، نظرًا للعدد الكثير من السيارات التي تتنقل فيها، إضافة إلى ضرورة تفعيل إجراءات محاسبة بحق من يرتكب المخالفات.
ووفق الاستطلاع، فإن المسؤولية تقع على عاتق “حكومة الإنقاذ” التي تدير المدينة، وتحديدًا فرع شرطة المرور التابع لها، والذي يرى أفراده حجم مشكلة المرور في المدينة.
وحاولت عنب بلدي التواصل عدة مرات مع إدراة المرور في مدينة إدلب، لنقل مشكلة السكان حول الازدحام الخانق في المدينة، لكن دون استجابة.
100 عنصر
بعد يومين من نشر حلقة برنامج “شو مشكلتك” حول الازدحام المروري في إدلب، أجرت وكالة “أنباء الشام” التابعة لـ”حكومة الإنقاذ”، في 23 من كانون الثاني الحالي، لقاء مع رئيس فرع المرور في إدلب الرائد أحمد فواز الحموي، الذي أكد وجود المشكلة، مشيرًا إلى صعوبة حلها في ظل وجود عدد كبير من السيارات في المدينة.
وأوضح أن فرع المرور في إدلب يتألف من أربعة أقسام أساسية، والقسم الرئيس هو العمليات، ويعتبر العمود الفقري للفرع ويضم ثلثي العناصر، ودوره تنظيم حركة السير وضبط المخالفات المشاهَدة.
وأضاف أن عدد عناصر فرع المرور يبلغ نحو 100عنصر، متوزعين على عدة أقسام، ولكل منها مهمة خاصة يقوم بها، مشيرًا إلى أن أغلب عناصر الفرع هم شرطة منشقون عن النظام السوري، ويُستفاد من خبراتهم حسب اختصاصهم.
وأردف أنهم يمتلكون خبرات كافية في تنظيم حركة السير، والتحقيق في الحوادث المرورية، والتعاطي معها بالطرق المناسبة.
حلول غائبة
وحول الازدحام الحاصل ضمن مدينة إدلب، قال الحموي، إن سببه الكثافة السكانية الهائلة، التي ازدادت بعد موجة النزوح الأخيرة، ما زاد الضغط على شرطة المرور، في ظل غياب الثقافة المرورية لدى عامة الناس، وعدم وجود إشارات مرورية.
وأشار إلى أنَّ الشوارع الموجودة ضيقة وغير مؤهلة لاستيعاب هذا العدد من الآليات،
وأكد أن التركيز حاليًا ينصب على متابعة المخالفات المهمة والضرورية، والتي تُعرّض أرواح الأهالي للخطر، ومنها “المرور الممنوع، والقيادة الرعناء، وتشفيط العجلات، وتشبيب الدراجات النارية، ومتابعة السيارات غير المسجلة لدى مديرية النقل”، وفق قوله.