بعد إعلان وزير التربية والتعليم الإيراني، محسن حاجي ميرزاني، عن نية بلاده ترميم المدارس التي تضررت جراء الحرب في سوريا، أعرب إيرانيون عن استيائهم البالغ، خاصة مع افتقار كثير من المدارس في إيران إلى أبسط الخدمات.
وعبّر ناشطون إيرانيون أمس، الجمعة 24 من كانون الثاني، عن غضبهم إزاء إعلان ميرزاني خلال زيارته إلى سوريا، التي اختتمها الخميس 23 من كانون الثاني، عن استعداد بلاده لتبادل تجاربها في إعادة بناء وتجديد المدارس السورية التي دمرتها الحرب، متسائلين: ماذا عن مدارسنا؟
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لمدارس في إقليم “سيستان وبلوشستان” جنوب شرقي إيران، بدت متداعية وبحاجة إلى عمليات ترميم.
وضعیت فاجعهبار مدارس در مناطق محروم؛
اینجا ایران است. وضعیت یک مدرسه روستایی استان #لرستان انوقت #وزیر_آموزش_و_پرورش می خواهد برای بشار اسد مدرسه بسازد#محسن_حاجیمیرزایی #کپر_نشینی #مدارس #مناطق_محروم #حق_تحصیل #حق_الناس #سيستان_و_بلوچستان #خوزستان pic.twitter.com/ZygEHsdsn2— Shohreh (@FarokhniaShohre) January 24, 2020
https://twitter.com/hossienysalman/status/1220299544145092608?ref_src=twsrc%5Etfw
مدارس إيران بوضع متهالك
وكانت وكالة “تسنيم” الإخبارية الإيرانية، تحدثت قبل زيارة الوزير الإيراني إلى سوريا بيوم واحد، عن اضطرار الأطفال في إقليم “بلوشستان”، الذي عانى من الفيضانات، إلى المخاطرة بحياتهم وقطع أميال في الوحل من أجل الوصول إلى مدارسهم غير الآمنة والمهددة للحياة بسبب صفوفها المنهارة.
وأشارت الوكالة إلى تضرر نحو 340 مدرسة جراء الفيضانات التي ضربت الإقليم، مؤكدة حاجتها إلى إصلاحات أساسية.
ونقلت الوكالة على لسان رئيس المنظمة الإيرانية للتنمية وتجديد وتجهيز المدارس (DRES)، مهرولة رخشاني، اعترافه الضمني بأن الحكومة غير قادرة على إعادة ترميم المدارس المتضررة، طالبًا العون من الأشخاص والمنظمات الخيرية.
في الأثناء، أشار رئيس بلدية طهران، بيروز حناشي، إلى أن 827 مدرسة في العاصمة الإيرانية طهران، بحالة تأهب قصوى، وبحاجة إلى عمليات تجديد عاجلة.
كما لفت رئيس مجلس مدينة طهران، محسن هاشمي، إلى أن 70% من مدارس طهران البالغ عددها أربعة آلاف مدرسة، تعاني من وضع سيئ.
ماذا تضمنت مذكرة التفاهم؟
واختتم وزير التربية والتعليم الإيراني، محسن حاجي ميرزاني، زيارته إلى سوريا التي التقى خلالها نظيره السوري، عماد موفق العزب، ورئيس مجلس الشعب، حموده صباغ، ورئيس حكومة النظام السوري، عماد خميس.
وخلصت الزيارة التي استغرقت يومين، إلى توقيع مذكرة تفاهم نصت على تبادل خبرات تعليمية وتقديم خدمات فنية هندسية تشمل ترميم المدارس التي تضررت جراء الحرب في سوريا.
وأشار الوزير ميرزاني إلى استعداد بلاده لتبادل تجاربها في إعادة بناء وتجديد المدارس السورية التي دمرتها الحرب الأهلية، حسب وصفه، مشيرًا إلى ضرورة إدراج اللغة الفارسية في النظام التعليمي السوري بغرض “تعميق وترسيخ أوجه التعاون المشترك”، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وعملت إيران بين عامي 2006 و2008 على بدء افتتاح تعليمها الخاص في سوريا عبر مدارس وثانويات في عدد من المدن والقرى السورية، إذ أسست ما يعرف بـ”مجمع الرسول الأعظم” الذي تنضوي تحته عدد من المدارس والثانويات والمعاهد الشرعية، منها مدرسة عين شقاق ومدرسة رأس العين ومدرسة القرداحة ومدرسة كرسانا ومدرسة سطامو وثانوية الرسول الأعظم الشرعية، ثم توسعت في ريفي إدلب وحلب عام 2008 بواقع 50 مدرسة، أعيد تأهيل 35 مدرسة منها.
ويعرف عن المدارس الإيرانية تقديم منح شهرية للطلبة الملتحقين فيها، ومنحهم فرص متابعة التعليم في إيران.
–